زهير الركاني… الخطاب الملكي تكريس لسياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر لإقامة علاقات عادية بين شعبين شقيقين

هالة أنفو

أبرز زهير الركاني أن الخطاب السامي الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ 23 لتربع جلالته على عرش أسلافه المنعمين، شكل كسابقيه إطارا عاما للتوجهات العامة للسياسة العامة للدولة وما يستتبعها من سياسات عمومية تقتضي تنزيلها على أرض الواقع من أجل مغرب التقدم والكرامة.

‏وأكد نائب رئيس جماعة تطوان، أن جلالة الملك في خطابه أشار إلى ثلاث نقاط مهمة، أولها إنساني، تجلى في إبراز جلالته دور المرأة في بناء مغرب التقدم والكرامة، لما تشكله المرأة المغربية من خصال الوفاء والصمود والقوة والتضحية، لذلك فإن إعطاء المرأة المكانة التي تستحقها عن طريق تفعيل المؤسسات الدستورية شرط جوهري لمواصلة المملكة المغربية مسارها نحو مصاف الدول المتقدمة اقتصاديا وحقوقيًا.
‏وأضاف الروكاني أن جلالته أشار إلى دور مدونة الأسرة في تحقيق الاستقرار الاجتماعي، كما نبه جلالته إلى أن مدونة الأسرة هي ليست للرجل ولا للمرأة بل هي مدونة للأسرة كلها لقيامها على التوازن بين حقوق المرأة والرجل ومصلحة الأطفال.
من أجل ذلك شدد جلالته على ضرورة التزام الجميع بالتطبيق الصحيح والكامل لمقتضياتها القانونية وعدم الخروج بها عن مسارها السليم. وعلى ذلك ذكَّر أمير المؤمنين بقوله في خطاب تقديم المدونة أمام البرلمان بأنه لا يحرم ما حرم الله ولا يحرم ما أحل الله.
‏أما النقطة الثانية، التي أبرزها جلالته اقتصادية، حيث بين عاهل البلاد حفظه الله التأثير الاقتصادي والاجتماعي لما يعرفه عالم اليوم بسبب تداعيات جائحة كوفيد 19 والتقلبات الاقتصادية العالمية، مبرزا المتحدث حنكة وحكمة جلالة الملك في تدبير الجائحة، حيث تم تدبيرها بكيفية شهد لها الجميع؛ وذلك حرصا من جلالته على حفظ كرامة المواطنين والمواطنات وتلبية حاجاتهم الضرورية دون انقطاع وبالكم الكافي، ورغم ما كلف ذلك الدولة من مصاريف وتكاليف باهظة، فقد قال جلالته بالحرف “وهذا ليس بكثير في حق المغاربة”.
وسجل الروكاني أن أبرز ما قامت به المملكة المغربية في هذا الباب بفضل القيادة الحكيمة لجلالة الملك، تقديم المساعدات المادية المباشرة للأسر المحتاجة، ودعم القطاعات المتضررة، وتوفير المواد الأساسية دون انقطاع وبكميات كافية، والحرص على إيجاد اللقاح بالمجان للمغاربة والاجانب المقيمين بالمغرب رغم ثمنه الباهظ، ‏كما عمل جلالته على تنزيل المشروع الكبير لتعميم الحماية الاجتماعية، وغيرها من المشاريع والبرامج التي تعكس إنسانية وعطف وإحساس جلالته بوضعية المغاربة والمغرب، وسعيه الكبير قصد الرقي بالمملكة دولة وشعبا نحو مصاف الدول المتقدمة.
وتابع الكاتب الاقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتطوان، أن جلالة الملك نبه لوجوب التصدي بكل حزم ومسؤولية للمضاربات والتلاعب في الأسعار من جهة، ومحاولة الاستفادة من فرص وآفاق هاته المرحلة لاسيما في جلب الاستثمارات وتحفيز الصادرات والنهوض بالمنتوج الوطني من جهة أخرى.
‏أما فيما يخص النقطة الثالثة المثارة في خطاب العرش، فهي تك التي إعتبرها المتحدث “أخوية”، حيث أشار أن جلالته ما فتيء يبسط يد التعاون والتواصل مع الشعب الجزائري الشقيق، وسعي جلالته أن تكون العلاقة بين الدولتين مثالا يُحتذى به في التعاون والتآزر والتقدم من أجل مصلحة الشعبين الشقيقين.
مبرزا أن جلالة الملك نبه إلى قضيتين في هذا الصدد أولها، أنه يجب على المغاربة التحلي بقيم الأخوة والتضامن وحسن الجوار، كون المغرب والمغاربة دائما إلى جانب أشقائهم وفي كل الظروف
وثانيها، ذاك أن ما يشاع ويبث من اتهامات السب هو من باب خلق الفتنة بين الشعبين وجب التصدي له بالحكمة والتعاون والتقارب ومد جسور التواصل.
مشددا في الختام أن الخطاب الملكي هو تكريس لسياسة اليد الممدودة تجاه الجزائر، لإقامة علاقات عادية بين شعبين شقيقين، تجمعهما روابط تاريخية وإنسانية، والمصير المشترك.