الفندق السويسري بتطوان، تلك المعلمة الأثرية الآيلة إلى السقوط في ظل الصمت المطبق للجميع. هذا الفندق الموجود بحي سيدي مصباح، قرب باب الرموز وعلى بعد عشرات الأمتار فقط من حي لونيطا/المصلى التاريخي، بني سنة 1916، أي أن تاريخ بنائه يفوق المئة سنة. لكننا لا نجد أثرا لذكره في عملية تهيئة وإصلاح المدينة العتيقة.
الغريب ان الفندق تحول إلى سكن عشوائي، والأغرب أن القليلين فقط هم من يعرفون تاريخ هذه المعلمة، مما يعطي الانطباع بأن القائمين على المشروع لديهم تصور نمطي لا يستند على دراسات وافية للتنوع المعماري ولا للخصوصية الثقافية والتاريخية لكل جزء من المدينة العتيقة. فتجاهل الفندق السويسري يحيلنا إلى التساؤل عن تجاهل حي سيدي مصباح بأكمله. هذا الحي الذي ينفرد بخصوصيته المعمارية المتميزة. فلا هو مشابه للطراز المعماري للأحياء الواقعة داخل السور، ولا هو منتم تماما لنموذج البناء في الانسانتشي.
هذا الحي الممتد من باب الرموز وقاع الحافة إلى حدود حي لونيطا/المصلى، يعد ثاني أقدم حي في المدينة بعد حي المنجرة/ السويقة، لكنه تعرض للهدم من طرف البرتغال سنة 1437، ومات أغلب سكانه في وباء سنة 1856 ليتم تجديده في بدايات الحماية الإسبانية، حيث كانت غالبية سكانه من اليهود والاسبان.
ان مشروع تهيئة المدينة العتيقة يجب أن يستند على دراسات وافية والمام تام بتاريخها، والتنوع الموجود بين الأحياء، بل أحيانا داخل الحي الواحد. فهل سنرى تصحيحا للأخطاء الكارثية التي حدثت وتحدث في عملية ترميم وتهيئة المدينة العتيقة؟ أم أن القائمين على هذا المشروع سيكتفون بشاحنات الاسمنت والخشب.لتظل دار لقمان على حالها؟