إفتتحت، اليوم الأربعاء بالمركز الثقافي بتطوان، فعاليات الدورة العاشرة من لقاء “تطوان الأبواب السبعة”، الذي تنظمه جمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأبرز وزير التجهيز والماء نزار بركة في كلمة ألقاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة المصطفى فارس، أن إختيار شعار هذا اللقاء “الماء إكسير الحياة” يتناسب كليا مع الأهمية القصوى التي يعطيها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للماء، حيث ركز جلالته بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثانية من الولاية التشريعية الحادية عشر على إشكالية الماء، وما تفرضه من تحديات ملحة، وأخرى مستقبلية.
وشدد الوزير على أن تدبير الماء مسؤولية الجميع، من قطاعات حكومية ومؤسسات عمومية وجمعيات وكل المتدخلين وجميع المواطنين والمواطنات، مشيرا الى أنه إذا كانت بلادنا يضرب بها المثل في التجهيزات المائية، فإننا نطمح أن يضرب بنا المثل في تدبير والحفاظ على نقطة الماء التي هي عمود وأساس التنمية كما في شعار هذا اللقاء “الماء إكسير الحياة”، حيث يجب علينا الحفاظ على الثروة اللامادية للماء من منشآت تقليدية وتدبير للمياه وموارد بشرية لها الكفاءة ومختصة في كل مجالات المياه.
من جانبه ،أكد رئيس جمعية تطاون أسمير محمد عبد الخالق الطريس أن إختيار شعار الدورة نابع من استرشاد الجمعية لتوجيهات وخطب جلالة الملك، وكذا لمعانقتها لهموم واهتمامات المجتمع المغربي، خاصة وأن المغرب يعيش في الفترة الراهنة مرحلة إجهاد مائي ملموس. وأضاف الطريس أن هذه الفعالية، المنظمة في إطار فعاليات “تطوان عاصمة المجتمع المدني المغربي 2022 “، ستلامس قضايا ومواضيع من قبيل الموارد المائية بالمغرب، والترسانة القانونية الوطنية في مجال تدبير وحماية الموارد المائية، والمورد المائي بحوض اللوكوس، وتأثير التغيرات المناخية على الموارد المائية، والمحافظة على الموارد المائية والطاقية في إقليم تطوان، وتدبير الماء بالأنسجة العمرانية العتيقة بالمغرب.
ونبه في ختام كلمته، أن برنامج الدورة استحضر العلاقات المتميزة التي تربط المغرب بجارته الاسبانية، حيث خصص لها ندوة “العلاقات المغربية الاسبانية.. الوضع الراهن وآفاق المستقبل” ، و”المغرب في العقيدة الإستراتيجية والأمنية لإسبانيا”، بالإضافة إلى تقديم كتب إسبانية حول المغرب.
وفي تصريح لوكالة المغرب العربي أبرز الرئيس المنتدب لجمعية تطاون أسمير للتنمية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية مصطفى اعديلة، أن الموضوع الذي إختارته الجمعية كعنوان لهذا الملتقى، الذي دأبت الجمعية على تنظيمه سنويا، يؤرق ويشغل بال المغاربة مسؤولين ومجتمع مدني. وأضاف الرئيس المنتدب أن هذا الملتقى سيحاول مناقشة هذه الإشكالية بمعية خبراء وأساتذة جامعيين، حيث سيشارك في تأطير ورشاته مختصون ينتمون لجامعة عبد المالك السعدي بتطوان، لما تزخر به من أبحاث وكفاءات علمية مشهود لها.
من جانبه، اعتبر رئيس جامعة عبد المالك السعدي بوشتى المومني أن جامعة عبد المالك السعدي تشارك في هذه الفعالية من منطلق مسؤولياتها العلمية والأكاديمية، وكذا تجسيدا للنهج الذي دأبت عليه الجامعة في الانفتاح على محيطها السوسيو اقتصادي والثقافي.
وأشار المومني الى أن جامعة عبد المالك السعدي تحبل بالتكوينات الأكاديمية والعلمية التي تهتم بتدبير الماء، كما تتوفر الجامعة على أبحاث علمية رصينة وقيمة بخصوص الماء، ومؤخرا جرى تصنيف الجامعة في ميادين الماء والحياة تحت الماء تحتل مراتب جد مهمة، بعدما احتلت المرتبة الأولى على الصعيد الوطني في تصنيف Time Higher Eeducation.
وشدد المسؤول الجامعي على ضرورة توثيق أشغال هذا الملتقى الهام للاستفاذة من العروض والأبحاث التي سيجرى تقديمها خلاله، من أجل التدبير العقلاني للماء والحفاظ عليه. يذكر أن برنامج الدورة العاشرة من لقاء تطوان الأبواب السبعة، الممتدة إلى غاية 19 دجنبر الجاري، يتضمن عدة ندوات و لقاءات أدبية لتقديم بعض المؤلفات وقراءات شعرية وأنشطة مخصصة للأطفال ، وتكريمات وأنشطة رياضية موازية ومعارض فنية .
كما يحتوي البرنامج على جلسات علمية تتناول موضوع تدبير وحماية الموارد المائية والجانب القانوني للموضوع وتأثيرات التغيرات المناخية على الموارد المائية وآليات المحافظة على الموارد الطاقية ، وكذا تتناول تدبير الماء بالأنسجة العمرانية العتيقة بالمغرب (مدينة تطوان نموذجا )، بمشاركة باحثين وأكادميين ومسؤولين مؤسساتيين .
فيما ستتطرق جلسات علمية أخرى ل “العلاقات المغربية الإسبانية ..الوضع الراهن وآفاق المستقبل “،و”المغرب في العقيدة الإستراتيجية والأمنية لإسبانيا”، و”فرص الاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة ”، إضافة الى ندوة حول مخطوط ” تفسير نصرة الإسلام والإيمان والإحسان في إخراج مقامات الدين من القرآن ” ، ومضامين كتب إسبانية حول المغرب ، منها كتاب ” الصحراء المغربية ” للكاتب والإعلامي الإسباني بيدرو إيغناثيو ألتاميرانو ، وكتاب “بحر البرهان” للشاعر والناقد الأدبي الإسباني خوسي ساريا.
ويتضمن البرنامج أيضا قافلة طبية لفائدة سكان جماعة السحتريين والقرى المجاورة ، وصالونا أدبيا لجمعية المسرح الأدبي ، و ندوة مستديرة حول “الطوابع البريدية”.