زهير الركاني…. اغلى مانملك في هذه الحياة امهات متواضعات استطاعت ان تربي جيلا ولد وترعرع عندهم

هالة انفو. بقلم زهير الركاني

يبدو ان فجوة الهوة بين الغرب وغيرهم من الشعوب في توسع مستمر مادامت الامم قد قررت التحرر من الاستعباد والبحث عن استقلالها الحقيقي بغض النظر عن الاستقلال الجغرافي الوهمي، نعم استقلالها الحقيقي الذي يسمح لها باتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية ويساهم في خلق الظروف الملائمة لحياة المواطن الكريمة وفي معزل عن كل الاملاءات التي تجمدها الى أجل مسمى، ويبدو ان العالم الغربي لم يقتنع بعد بان الامور بدأت تتغير وسنة الحياة تفرض علينا الايمان بأن العالم يتسع لكل الشعوب وان الدوام لله وحده ، فلاحضارة الفراعنة دامت ولا ممالك الطوائف في الاندلس عمرت ولا الصليبية والعثمانية خلدت، فوز قطر بشرف احتضان اول كأس عالم كبلد عربي مسلم كان حاسما في فضح مابجعبة الغرب من انانية وغرور وعدم تقبل ثقافات وتاريخ الآخرين خصوصا العربية والاسلامية منهم، فبمجرد تم الاعلان عن انطلاق اول مونديال بدولة عربية مسلمة حتى خرج الاعلام الغربي بغزير انتقاداته على كل ماتفعله دولة قطر وبدؤا بشن حرب غير عادية على البلد المستضيف كان آخرها ارتداء ميسي للباس التقليدي للدولة المحتضنة وهو يعانق اول تتويج له بكأس العالم وكما لو أنهم آلهة الكون يحق لهم توشيح من ارادوا واحتقار من أحبوا.
لست هنا لادافع عن قطر فهذه الأخيرة لاتحتاج الى من يترافع عنها وهي من اغلقت افواههم بتنظيمها الاستثنائي والمتميز وتفوقت عليهم باسلحتها الاعلامية والتي تعتبر الاقوى حاليا في الساحة الدولية، ومافعلته قناة بين سبور في هذه التظاهرة بمواكبتها الاحترافية واستضافتها فحول الكرة العالمية خير دليل على ان قطر فاجأت العالم باسره .
لكن ما أثار تحفضي كثيرا هو ماصدر عن القناة الدنماركية ووصفها للاعبينا وأمهاتنا واسرنا كمغاربة وصفا قدحيا على انهم قردة ترقص مع بعضها البعض. ومع أن الغرب يدعي الوصول الى ارقى الامم حضارة، الا انه وللاسف نسي ان الرقي الحقيقي هو احترام وتقبل الغير بثقافته ودينه وعقيدته ، الرقي الحقيقي هو مافعله اسودنا باحتفالهم مع أمهاتهم امام انظار الملايين من البشر حيث ضربوا للعالم بأسره موعدا مع الاخلاق والقيم المغربية الاسلامية العربية الامازيغية .
أعلم علم اليقين ان مايؤلمهم كوننا على الطريق الصحيح نحو النهوض بوطننا واستقلالنا الحقيقي عنهم في شتى المجالات ويؤلمهم ان نصبح اليوم منافسا حقيقيا بكأس العالم ويؤلمهم فوزنا على اقوى الفرق ووصولنا الى نصف النهاية، ويؤلمهم احتفالنا بطريقتنا البسيطة والدافئة مع امهاتنا واسرنا والتي يفتقدونها باعتراف علماء الاجتماع عندهم ، كانوا سيقبلوننا لو خرجنا من دور المجموعات واكتفينا بأخذ الصور وتبادل الاقمصة مع لاعبيهم، فنحن ليس الا شعوب العالم الثالث ومستعمرة اجدادهم لايحق لنا الطموح لنكون افضل منهم ولا حتى التفكير للوصول الى ماوصلنا اليه اليوم.
لكن وكما يقال:”لو دامت لغيرك ماوصلت اليك ” اليوم يومنا والتاريخ يثبت ان الامم العربية والاسلامية تمرض ولاتموت ، نحن ابناء الشهداء والنساء الاحرار ، نحن المغاربة اصحاب هوية صلبة لاتكسر ابدا ، نفتخر بوطننا الام وشعبنا الابي، اثبتنا للعالم ان اغلى مانملك في هذه الحياة امهات متواضعات استطاعت ان تربي جيلا ولد وترعرع عندهم ومع ذلك ظل المغرب بقلوبهم وروحهم لايغيرهم عنه زمان ولا مكان .
يجب ان يعلم العالم الغربي اننا شعب لانباع ولانشترى فلا الغاز ولاالبترول يستطيعان تغيير خطواتنا، ولن نكون يوما مثل الغراب اراد ان يمشي مشية الحمام حتى تاه ببقاع الارض فاقدا هويته.
تحية لكم اسود الاطلس، رفعتم رؤسنا باحترامكم لامهاتكم قبل انجازاتكم الكروية 🇲🇦🇲🇦🇲🇦🇲🇦
زهير الركاني