جورجي مامارداشفيلي… من “مجهول” إلى نجم أوروبا

بقلم عبد العزيز حيون

في غضون 1,375 يوما فقط، تحوّل الحارس الجورجي جورجي مامارداشفيلي من وجه جديد غير معروف إلى واحد من أبرز حراس المرمى في أوروبا، ومشروع نجم عالمي في مركزه.
من ظهوره الأول بقميص فالنسيا أمام خيتافي في 13 غشت 2021، إلى آخر لقاء له في ملعب ميستايا أمام أتلتيك بلباو يوم 18 ماي 2025… هذه هي قصة صعود نادرة لحارس امتلك الشجاعة، والموهبة خصوصا الصبر.

الانطلاقة من العدم:
كان يبلغ من العمر 21 عاما فقط، حين قرر المدرب خوسيه بوردالاس منحه الفرصة، في وقت كانت إصابات الحراس سيلسين وخاومي دومينيك قد فتحت له باب المشاركة. المباراة أمام خيتافي لم تكن سهلة، لكن مامارداشفيلي ظهر بثقة عالية وحافظ على شباكه نظيفة، مؤسسا لأول لبنة في مسيرته داخل “ميستايا”،الملعب الرسمي لفالنسيا .
بين البداية والنهاية: تطور ناضج
بين أول صورة له في 2021، وآخر ظهور له في 2025، تغيّر كل شيء.
في بداياته، كان مرشحا لحراسة مرمى الفريق الرديف، لكن القدر كان له رأي آخر. ومع أول اختبار، تحوّل إلى الحارس الأول. لم تخلُ رحلته من الصعوبات، فقد فقد مكانه الأساسي بعد الجولة السابعة، حين قدم أداء سيئا أمام إشبيلية، ليدخل في فترة طويلة من الجلوس على دكة الاحتياطيين دامت ستة أشهر بالتمام والكمال.
لكن تلك الفترة كانت حاسمة في مسيرته، فقد خضع لتكوين شامل تحت إشراف مدرب الحراس الشهير أوتشوتورينا، الذي لعب دورا محوريا في تطويره. قال عنه جورجي في تصريح سابق:
“تعلمت منه الكثير، من الجوانب البدنية إلى النفسية، وهو محترف رائع وشخص مميز قدم لي خدمات جليلة.
شكر ووداع… إلى ليفربول:
أعلن مامارداشفيلي بنفسه أن مباراة أتلتيك بلباو هي الأخيرة له في ميستايا، وربما الأخيرة بقميص فالنسيا، حيث يُتوقّع أن يغيب عن الجولة الأخيرة أمام بيتيس. والوجهة المقبلة؟ ليفربول.
صفقة كبيرة تبلغ 35 مليون يورو إضافة الى حوافز أخرى ، تنتقل بموجبها الموهبة الجورجية إلى البريميرليغ.
في رسالة وداع مؤثرة، قال:
“لقد حان وقت الوداع. شكرا لكل من دعمني خلال هذه السنوات الأربع. أعتقد أنني تركت قصة صغيرة في فالنسيا”.
جورجي مامارداشفيلي ليس فقط حارس مرمى صاعد، بل قصة عن الفرصة، التطور، والصبر. من لاعب مغمور جاء من جورجيا إلى أحد أعمدة فالنسيا، والآن إلى تجربة إنجليزية بطموح أوروبي. من ميستايا إلى أنفيلد… رحلة نجم حقيقي بدأت لتوّها.