يعاني المركز الجهوي لتحاقن الدم بتطوان من خصاص مزمن في بنك الدم. حيث يضطر المركز إلى إطلاق نداءات متكررة من أجل التبرع بهذه المادة الحيوية.
وإذا كانت النقطة المضيئة في هذا الموضوع هي الاستجابة الكبيرة التي تعرفها هذه النداءات، سواء من طرف الجمعيات المشتغلة في هذا الميدان، أو من طرف عموم المواطنين. فإن تكرار الوصول إلى حافة فراغ بنك الدم من مخزونه يطرح أكثر من سؤال حول المقاربة الأمثل لمعالجة هذه الإشكالية. تبدأ المشكلة من مدة صلاحية الدم. فبعد التبرع بالدم، يتم فصل مكوناته إلى ثلاثة أجزاء : الصفائح الدموية التي تنتهي صلاحيتها خلال خمسة أيام، وخلايا الدم الحمراء التي تدوم صلاحيتها حوالي 42 يوما، وصولا إلى البلازما التي تقارب مدة صلاحيتها العام.
هنا تطرح الإشكالية التي يمكن تسميتها بإشكالية الجهود المهدورة. حيث أن الحملات المنظمة للتبرع بالدم اذا كانت تمنح المركز مخزونا كافيا، فإن هذا المخزون مهدد بانتهاء صلاحيته السريعة، مما يستدعي مقاربة تعتمد الاستمرارية والتوزيع الزمني لعملية التبرع، أكثر من اعتمادها على كمية الدم المتبرع بها.
المركز الجهوي لتحاقن الدم له اكراهاته التي تتمثل في نقص الموارد البشرية. هذا النقص الذي يؤدي إلى عدم إمكانية اشتغال المركز أيام العطل الاسبوعية، وانتهاء الحملات المنظمة في حدود الثانية زوالا. كما أن الجمعيات أيضا لها مبرراتها المتمثلة في قيام حملاتها على المجهودات الذاتية، بدون أي دعم من أية جهة كانت.مما يجعلها غير قادرة على تنظيم حملاتها بصفة مستمرة ومتقاربة زمنيا.
ان الحفاظ على مخزون كاف للدم بصفة مستمرة، يقتضي الاشتغال بمقاربة مغايرة تعتمد على التنسيق المستمر مع الجمعيات المشتغلة في الميدان، وتوفير الموارد البشرية الكافية للمركز، وإعداد استراتيجية تعتمد التدبير الزمني لا الكمي لمخزون الدم ،حتى لا تذهب تبرعات المواطنين سدى بسبب انتهاء صلاحية الدم المتبرع به، وحتى لا يسقط المركز مرارا في معضلة نفاذ المخزون.