الوزيرة عمور تعقد اجتماعا مع مهنيي السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني

و.م.ع

عقدت وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، فاطمة الزهراء عمور، اليوم الإثنين بطنجة، اجتماعا مع مهنيي السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، والفاعلين المتدخلين على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة، خصص لدراسة سبل النهوض بالدينامية السياحية للجهة وتعزيز استدامتها.

في كلمة بالمناسبة، أبرزت السيدة عمور التدابير الملموسة التي نفذتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لتعزيز ودعم إنعاش القطاع السياحي بعد جائحة كوفيد -19، مؤكدة أن جهة طنجة تطوان الحسيمة بشكل عام ، وطنجة على وجه الخصوص، تزخر بمؤهلات طبيعية وسياحية كبيرة، إضافة إلى بنيات تحتية مهمة تؤهلها لتكون وجهة دولية متميزة.

وأشادت الوزيرة بكون المؤشرات السياحية الحالية جيدة، مشيرة إلى أن معدل ليالي المبيت التوقعي سيبلغ نسبة 100 في المائة خلال الصيف الجاري، بينما سيتراوح هذا المعدل بين 80 و90 في المائة بجهة الشمال.

وقالت المسؤولة الحكومية “نحن واثقون من تحقيق انتعاش سريع في قطاع السياحة”، مؤكدة على ضرورة توحيد جهود كافة المتدخلين، والفاعلين والمهنيين بالقطاع، لتعزيز واستدامة هذه الدينامية السياحية على مستوى الجهة الشمالية.

وأشارت الوزيرة، في هذا الصدد، إلى ضرورة النهوض بالمنتوج والتنشيط السياحي وكذا سياحة الأعمال، حتى تصبح طنجة وجهة سياحية على امتداد السنة، وليس فقط خلال فصل الصيف، داعية إلى تعبئة مختلف الفاعلين من أجل ضمان استقبال السياح في أحسن الظروف.

من جهته، أكد والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، محمد مهيدية، أن هذا الاجتماع يأتي في إطار سلسلة من اللقاءات التي تعقدها الوزيرة للاطلاع عن قرب على التقدم المحرز في إنجاز المشاريع السياحية بالجهة وكذا فتح المجال للنقاش حول مرحلة ما بعد كوفيد 19، مسجلا أن الجهة حظيت بمشاريع طموحة وأوراش مهيكلة كبرى أعطى انطلاقتها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من بينها “مشروع طنجة الكبرى” و”برنامج الحسيمة منارة المتوسط” و”برنامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية لإقليم تطوان وعمالة المضيق – الفنيدق”.

وسجل السيد مهيدية ان جهة طنجة تطوان الحسيمة تعد وجهة سياحية بامتياز، حيث تشهد استقطاب أعداد هائلة من السياح المغاربة والأجانب، بفضل المؤهلات الطبيعية المهمة والبنيات التحتية التي تتوفر عليها، والتي تعززت بافتتاح وحدات فندقية جديدة لترتفع بذلك الطاقة الإيوائية للوحدات المصنفة بالجهة إلى أزيد من 30 ألف سرير، مبرزا الدينامية التي تشهدها السياحة الثقافية بالجهة التي تعرف مجموعة من الأشغال التي تهدف إلى تأهيل مآثرها التاريخية وتثمين مدنها العتيقة وخلق مدارات سياحية بها للحفاظ على هويتها المعمارية.

وبعدما أكد أن قطاع السياحة، الذي يشكل أحد القطاعات الأكثر تضررا من أزمة كوفيد -19، تمكن بفضل التوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من الاستفادة من سلسلة من التدابير الرامية للتخفيف من تداعيات الجائحة على مهنيي القطاع على وجه الخصوص، أبرز والي الجهة أن الدولة تعتزم مواصلة خطة التعافي ما بعد كوفيد 19، كما تدل على ذلك عملية “مرحبا 2022″، بحزمة من التدابير التي تفتح المجال أمام انتعاش حقيقي للقطاع السياحي على الصعيد الوطني بشكل عام، وبجهة طنجة تطوان الحسيمة بشكل خاص.

وأكد على ضرورة التفكير في مقاربة جديدة لإنعاش القطاع السياحي تعتمد على تشجيع السياحة الداخلية، من خلال عقود برامج بين الدولة والجهات، وكذا نهج سياسة سياحية تعتمد على سياحة قروية تضامنية ومستدامة، من أجل تعزيز الدينامية الاقتصادية وخلق فرص شغل جديدة بالعالم القروي، مشيدا بالجهود التي قدمتها الوزارة لمجموعة من المشاريع الرامية إلى إنعاش وتسويق وتثمين منتجات وحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وتقوية قدرات الفاعلين، بالإضافة إلى برامج الدعم المالي لمشاريع الشباب ووحدات الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بعمالة المضيق الفنيدق.

من جهتها، أكدت رئيسة المجلس الجهوي للسياحة بجهة طنجة تطوان الحسيم، رقية العلوي، ثقة المستثمرين في قطاع السياحية الذي بدأ يستعيد عافيته غداة الجائحة، مشيرة إلى أن هذه السنة ستتميز بافتتاح ما لا يقل عن أربع وحدات بطنجة، والتي ستنضاف إلى عرض متنوع للإيواء والفندقة والأنشطة.

وتوقفت السيدة العلوي، في هذا الصدد، عند التحديات التي يتعين رفعها للنهوض بالنشاط السياحي بالجهة، والتي تهم تطوير الربط الجوي والبحري، وإنعاش ليالي المبيت الوافدة من السوق الإسباني، والنهوض بالنقل البحري وسياحة الترفيه، مشيدة بروح الشراكة والتقاسم التي تطبع العلاقة بين مختلف الجمعيات المهنية بالجهة والمصالح التابعة للوزارة.

وأشارت المسؤولة إلى أن “هذا العمل المتسم بالقرب مكننا من تحقيق نتائج مرضية على عدة جبهات، سواء تعلق الأمر بالعمل الهام الذي يقوم به المجلس الجهوي للسياحة إلى جانب المكتب الوطني المغربي للسياحة، والذي مكن جهة طنجة – تطوان – الحسيمة من التموقع ضمن أفضل خمس وجهات من حيث التواجد الرقمي والابتكار، ضمن فعالية Skift Awards ، والذي يعتبر أحد أهم الأحداث العالمية المخصصة لتتويج أفضل المبادرات الهادفة لتطوير تجربة السفر، مسجلة أن هذا التتويج يعد ثمرة عمل دؤوب مكننا من تطوير عدد من الآليات المبتكرة بخصوص تسهيل المسار ، ومواكبة التخطيط للإقامة، واستعمال الذكاء الاصطناعي.

أما المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير البيوسفي، فأكد من جانبه أن الجهة تتوفر على بنيات تحتية مهيكلة وإمكانيات طبيعية وسياحية مهمة، تؤهلها لأن تكون وجهة سياحية رائدة، مؤكدا على ضرورة تطوير صناعة سياحية قوية ومستدامة، من خلال النهوض بالتنشيط وإغناء العرض السياحي.

من جهته، أبرز السيد محمد أوعناية، الرئيس المدير العام لشركة التهيئة من أجل إعادة توظيف المنطقة المينائية لطنجة المدينة وشركة تدبير ميناء طنجة المدينة، أهمية سياحة الترفيه التي تتيح للجهة مؤهلات تنموية مهمة، مؤكدا على ضرورة توحيد جهود كافة المتدخلين للنهوض بالدينامية السياحية على مستوى الجهة.

وتميز هذا الاجتماع، الذي انعقد بمقر ولاية الجهة، بحضور المدير العام للمركز الجهوي للاستثمار بجهة طنجة تطوان الحسيمة، ومديري مؤسسات فندقية، وفاعلين سياحيين، وممثلي جمعيات مهنيي السياحة والصناعة التقليدية، بالتوقيع على ملحقين تعديليين لاتفاقيتي شراكة ترومان دعم الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.

ويتعلق الأمر بملحق تعديلي رقم 2 لاتفاقية شراكة تتعلق بإحداث منطقة مخصصة لاحتواء حرف الصناعة التقليدية الملوثة والمزعجة بمدينة طنجة، بين وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وولاية الجهة ومجلس الجهة ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، والغرفة الجهوية للصناعة التقليدية، وجمعية الحرفيين بطنجة، وكذا ملحق تعديلي رقم 3 لاتفاقية شراكة بين الوزارة ومجلس الجهة من أجل تمويل وتنفيذ برامج تنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني بجهة طنجة تطوان الحسيمة.