انطلقت، مساء الخميس بمسرح لالة عائشة بمدينة المضيق، فعاليات الدورة الثالثة لمهرجان العنصرة بمدينة المضيق، بحضور عدة فعاليات ثقافية وجمعوية وفنية وأكاديمية.
وشهد حفل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه جمعية العنصرة بالمضيق، كلمات الجهات المنظمة والداعمة، وتقديم فقرات تراثية وفلكلورية متنوعة، وعرض شريط توثيقي حول طقوس العنصرة، هذا إلى جانب تكريم الراضي الدردابي الذي يعتبر أحد أبرز الفاعلين في احياء هذه التظاهرة خلال العقود الماضية
وتشكل احتفالية العنصرة بمدينة المضيق مظهرا قويا من مظاهر التراث الثقافي اللامادي لمنطقة جبالة الغنية بعاداتها وتقاليدها، كما تعتبر أحد اهم الاحتفالات التي تعبر عن خصوصية المنطقة، إذ توافق نهاية الموسم الفلاحي وبداية موسم الصيف، حيث يتخذ هذا الاحتفال في المخيال الجماعي لجبالة ابعادا ثقافية واجتماعية ودينية وفنية ورمزية وتاريخية وصوفية.
ويسعى المنظمون وراء إحياء هذا الموروث الثقافي إلى ترسيخ قيم الانفتاح والاعتدال والتسامح والحوار كقيم راسخة ومتأصلة في الوجدان المغربي، وكذا حفظ وصيانة التراث اللغوي والثقافي للمنطقة بمختلف تلاوينه.
وأبرز رئيس جمعية العنصرة الشاعر عبد الواحد، في تصريح لوكالة المغرب العربي للانباء، أن الجمعية حرصت على إعادة إحياء هذا التقليد التراثي لمنطقة المضيق، بعد توقف دام سنتين بسبب تفشي وباء كورونا، حيث تتزامن إقامة الدورة الثالثة لمهرجان العنصرة لهذه السنة مع قرب احتفال الشعب المغربي بعيد العرش المجيد.
وأضاف أن الجمعية تعمل على صون هذا التراث الثقافي للمدينة باعتباره مشتركا جماعيا يخص ساكنة المنطقة بالدرجة الأولى، وأن هذا المهرجان مظهر من مظاهر تثمين تراث المنطقة وإبراز تنوعها وغناها، ومساهمة لدعم التنشيط السياحي والثقافي لمدينة المضيق.
من جانبه أكد الباحث في علم الاجتماع مصطفى العوزي أن العنصرة طقس احتفالي تراثي، له جدور تاريخية قديمة، يرتبط بالاحتفال بنهاية الموسم الفلاحي، كما يرتبط بتقديم نوع من العرفان والشكر مع نهاية موسم الحصاد، مضيفا أن طقس العنصرة يشتمل على مجموعة من الاشكال الاحتفالية التراثية، منها ركوب البحر وليلة الذكر وموكب عيساوة والطقطوقة.
يشار إلى أنه في إطار المهرجان، سيتم أيام 22 و 23 و 24 يوليوز إقامة مجموعة من الأنشطة والعروض الفنية والتراثية والطقوس الاحتفالية المخلدة لهذه المناسبة بفضاء كورنيش المضيق وبالساحة المجاورة لضريح سبعة رجال، كما ستعرف نفس الفترة تنظيم معرض للمنتجات المجالية وندوة أكاديمية حول تاريخ العنصرة ومظاهرها الاحتفالية بمشاركة باحثين وأكادميين، بالإضافة إلى طقس ركوب البحر الذي يخلد لهذا الموروث الثقافي