تطوان تستعد لافتتاح الدورة الثلاثون لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط

تفتتح يوم غد الأحد 26 أكتوبر الجاري فعاليات الدورة الثلاثون لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط، والتي ستستمر إلى غاية 1 نونبر القادم ، ويقدم المهرجان لجمهوره الغفير أكثر من أربعين فيلماً يمثلون خمسة عشر بلداً من ضفتي المتوسط، في احتفاء فني متجدد بالسينما كجسر للتواصل والحوار الثقافي.
وتتوزع برمجة هذه الدورة على عدد من الفقرات الرئيسية، من بينها الفيلم الافتتاحي، والمسابقة الرسمية، وفقرة “خفقة قلب”، إلى جانب “أفلام التكريم” و”أفلام ذات هالة” التي تستعيد لحظات بارزة في تاريخ المهرجان.
وتضم المسابقة الرسمية عشرة أفلام روائية ووثائقية حديثة من ثمانية بلدان متوسطية، تعالج مواضيع اجتماعية وثقافية وسياسية تعبّر عن تنوع التجارب الإنسانية الفردية والجماعية في المنطقة. ومن بين هذه الأعمال:
“موسيقى تصويرية لانقلاب” لجوهان كريمونبري (فرنسا/بلجيكا)، “حيوان ثديي” للييانا طوريس (إسبانيا)، “فكرة” لطيفون بيرسيليموكلي (تركيا)، “المملكة” لجوليان كولونا (فرنسا)، “لعبة منزلية” لأوميت أونال (تركيا)، “غيتار يراي كورطيس الفلامنكو” لأنطون ألفاريس (إسبانيا)، “عروسة الجبال” لماورا ديلبيرو (إيطاليا/فرنسا/بلجيكا)، “سوناتة ليلية” لعبد السلام الكلاعي (المغرب)، “الوقت اللازم” لفرانسيسكا كوميشيني (إيطاليا/فرنسا)، و*“المرجة الزرقا”* لداود أولاد السيد (المغرب).
وسيكون افتتاح الدورة بفيلم “سارق الأطفال” للمخرج الإيطالي جياني أميليو (إيطاليا، 1992)، الذي سبق عرضه في إحدى الدورات الأولى للمهرجان، في إشارة رمزية إلى وفاء المهرجان لاختياره الفكري والجمالي القائم على الانفتاح على سينما المتوسط.
وتُخصص فقرة “خفقة قلب” لعرض أربعة أفلام تميزت بجرأتها الموضوعاتية وجمالياتها البصرية، وهي: “السلام عليك يا مريم” لمار كول (إسبانيا، 2024)، “سودان يا غالي” لهند المؤدب (فرنسا/تونس/قطر، 2024)، “نحو أرض مجهولة” لمهدي فلفيل (اليونان/الدانمارك/المملكة المتحدة، 2024)، و “عصفور جنة” لمراد بن الشيخ (تونس/إيطاليا، 2024).
وتستحضر فقرة “أفلام ذات هالة” عروضاً سابقة شكلت علامات فارقة في تاريخ المهرجان، من بينها: “الجامع” لداود أولاد السيد، “3000 ليلة” لمي المصري، “الباب المفتوح” لمارينا سيريسيسكي، “الرجل المحجب” لمروان بغدادي، و*“نوارة”* لهالة خليل.
وسيكرم المهرجان هذه السنة الممثلة الإسبانية Aida والممثل المصري Eyad Nassar، حيث سيُعرض للفنانة الإسبانية فيلما “أيام الإثنين تحت الشمس” و*“الجزيرة المفقودة”، بينما تُعرض للفنان المصري فيلما “الباب الأخضر” و“نصف ساعة”*.
كما يخصص المهرجان تكريماً استعاديًا للمخرج المغربي نبيل عيوش، من خلال عرض ستة من أبرز أعماله التي شكلت محطات فارقة في مسيرته السينمائية وهي: “مكتوب” (1997)، “علي زاوا” (2000)، “كل ما تريده لولا” (2007)، “يا خيل الله” (2012)، “رازيا” (2017)، و*“في حب تودا”* (2024).
ومنذ تأسيسه سنة 1985 بمبادرة من جمعية أصدقاء السينما بتطوان، استطاع مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط أن يرسخ مكانته كمنصة مرجعية للتعريف بالسينما المتوسطية ونشر ثقافة الصورة. وفي مدينة تطوان، التي تُعد إحدى الحواضر الفنية المغربية بامتياز، يجد المهرجان بيئته الطبيعية التي تجمع بين الذاكرة الفنية العريقة والدينامية الثقافية المتجددة، مواصلاً دوره في ترسيخ الحوار الإبداعي بين ضفتي المتوسط.