الأحدث

مرت عاصفة “إيميليا” ..وماذا بعد ؟؟

هالة انفو. بقلم :عبد العزيز حيون

مرت عاصفة “إيميليا” ،وفُجع من فُجع ومات من مات ويُتّم من يتم وشُق قلب مواطنين من الحزن وجُرح من جُرح وأُصيب من أُصيب وفَقدت عوائل مصدر عيشها ما فاقم من أوضاعها الاجتماعية ،ولَملَمنا الجروح وتعاطفنا مع الأسر المكلومة ب”أضعف الإيمان” ..وانتهى الأمر وطُويت الصفحة الحزينة كما طويت صفحات سابقة مُؤلمة..ً
وعاد رواد المقاهي الأوفياء الى عادتهم اليومية وتقييم وانتقاد أداء اللاعبين والمدربين في كأس العرب في انتظار حشد الهمم لمتابعة نهائيات كأس الأمم الإفريقية والانغماس بشغف زائد في جزئيات هذا المحفل القاري ..وعاد رئيس الجماعة الى مكتبه المُكيف بعد أيام من التصوف والزهد في منزله وعدم التعلق بالمَتاع الدنيوي ..وعاد “صناع الخبر” لتدوين بطولات وأمجاد من هو بارع في استغلال الأحداث بألمها وفواجعها لتلميع صورته والتنكيل والشماتة بالأعداء في انتظار استحقاقات قادمة نُغير فيها أقنعتنا حسب الظروف والأحوال ..
وعاد إعلامنا ،المغربي المنشأ والدولي الهوى ، الى نقل أخبار عواصف مدمرة “ميليسا” و”ميلتون” و”هيلين” وانجراف التربة والفيضانات في فلوريدا الأمريكية و أندونيسيا وكوراث جنوب ووسط أمريكا وجنوب شرق آسيا وما خلفته من أضرار ولحظات مؤلمة أدمعت عيوننا وأدمت قلوبنا ،فيما تناست ما يحدث على مقربة منها وأمام أنفها ..عملا ،بشكل سلبي وليس إيجابي بالمقولة التي تُنسب للإمام علي بن أبي طالب ،رضي الله عنه وأرضاه ، “..وكم حاجة قضيناها بتركها ..” ،واكتفت ب”الإشارة”، واللبيب والكَيس بالإشارة يفهم ويكفيه التلميح .
وطوينا صفحة الماضي القريب لنُناقش ،بكل “إلتزام” و”شفافية” و”مسؤولية” و”بعد نظر” الميزانيات الفرعية للجماعة واستخلاص وتدبير النفقات والمداخيل وتعبئة الموارد الذاتية والمُحولة وتوسيع آليات الوعاء الضريبي مع التركيز على “النجاعة” و”الكفاءة”،وكذا معالجة تضخم نفقات التسيير والتدبير المُفوض ومعالجة “الباقي استخلاصه ” والمبالغ المستحقة لفائدة الجماعة الترابية التي تم تسجيلها كمداخيل في الميزانية لكنها لم تُحصَّل ،وما الى ذلك من أمور في واقع الأمر لا يحس بأثرها المواطن العادي ،الذي يعيش وسط الأزبال في وقت الجو الصحو والصافي ووسط الأوحال التي تَغوص فيها الدَواب والناس حين تغضب الطبيعة منهما …
فاللهم سقيا رحمة ولا سقيا عذاب ،حتى لا نزعج مسؤولي المؤسسات المنتخبة والمعنية بالعملية التعميرية وتشييد البنيات التحتية ،وحتى لا ونُشتت تركيزَهم في أمور أهم من قضايا الإنسان العادي الذي أضحى مُجبر على تتبع أحوال الطقس لعله يُعد العُدة لإنقاذ نفسه بنفسه وتجنب المخاطر ما ظهر منها وما بَطن ..وتجاوز المحن قبل فوات الأوان …
وشرخت الأسطوانة التي رُددت دائما ،بمناسبة وبلا مناسبة ، أن المجالس الجماعية والقطاعات الوزارية الوصية وكل المؤسسات المعنية بالاستثمار وإنجاز البنيات التحتية وفق مقاربة استباقية يجب أن تأخذ بعين الاعتبار التحولات المناخية وتطوير آليات اليقظة وتصحيح اختلالات ما ينجز من مشاريع تثير الشكوك والظنون وعدم اليقين ،حتى لا نقول شيئا آخرا ،وضمان التأهيل المجالي وتحقيق العدالة الترابية …
والى عاصفة قادمة لا قدر الله ..نجانا ونجاكم الله من كل هَول وفَزع وفَقد..