الأحدث

فيلم ” أبو صدام” للمخرجة نادين خان في مهرجان تطوان السينمائي: كشف لضعف الإنسان على الطريق

هالة انفو. يوسف خليل السباعي

يطرح فيلم ” أبو صدام” للمخرجة نادين خان، الذي عرض مساء اليوم بسينما أبنيدا بتطوان، العديد من الأسئلة عن إشكاليةمجتمعية ما، وليس طبقية ما، بل إنه لا يحدد طبائع، وإنما شخصيات رجالية ونسائية منهكين نفسانيا. إن الفيلم لايقدم لنا، كما ذهب من كتب عنه، رجلا مهزوما ( سائق الشاحنة – تمثيل محمد ممدوح)، وإنما هو يقدم رؤية عميقة عن مجتمعية مآلها الفشل والعجز والاندحار، تريد استعادة وهم الرجولية المزيفة.
لقد تركت المخرجة نادين خان نهاية الفيلم مفتوحة على أسئلة لامتناهية، وفي هذه النهاية المفتوحة استطاعت مخرجة فيلم ” أبو صدام” أن تتميز عن مخرجين آخرين يقفلون حلقة العدم والفراغ.
كل مايحدث لأبي صدام، والإسم له دلالة ولا إحالة له إطلاقا، كشخصية تعيش، من خلال تفاصيل الفيلم، ما مايحدث له في الطريق، حيث لاتغدو المسافة إلا انكشافا لشخصيته المضطربة المجروحة: حيث لم يتمكن من الوعي، لغضبه، وصراخه، وعجرفته، واستيهامه وكذبه( مثالا على ذلك: حكاية امرأة الشاطئ التي يرويها لمساعده المراهق على الطريق).
إن فيلم ” أبو صدام” لايقدم أجوبة، ولكنه يتابع حالات إنسانية لشخصيات تائهة، غير واعية بواقعها، وغير مدركة لما يصدر عنها من أفعال، شخصيات عنيدة، مضطربة ومريضة، وخائفة، من خلال طرح أسئلة عميقة مفتوحة، منها: هل “القوة” بالمعنى السلبي يمكن لها أن تستمر وتسيطر في مجتمعية تخفي ضعفا ونقصا لا يمكن يملأه أبدا؟
هذا الفيلم هو كشف لضعف الإنسان من خلال قوة بمعناها السلبي الظاهر على الطريق.