قريب رئيس المجلس العلمي لتطوان يورط الرئيس بفتوة العائلة، في التدبير المافيوزي

هالة أنفو.

يظهر أن مادة:”حمية الجاهلية في حماية التدبير الأصولي للمجلس العلمي بتطوان”، والتي كشفت عن تورط أحد أقارب الأستاذ محمد الشنتوف، رئيس المجلس العلمي، وهو من معجبي “الشيخ “عمر الحدوشي، في مختلف أوجه التأثير على خط تحريرنا، وصلت حد القذف والسب في أكثر من نافذة.
وبما أن تلك المادة تم ختمها ب: “أما حصان طروادة من وراء البحار، فقد نسي في حمأة عصبية القرابة والإديولوجيا، أنه من ضئضئ رجل ديموقراطي فاضل، مشهود له بسمت المناضلين الشرفاء، في هولاندا وتطوان، رحمة الله عليه، ونسي أنه بهذا التنطع عن ميراث والده، يسيء إلى رصيد العلاقات المهنية والإنسانية لشقيقه في تطوان.
أما إبحاره في لعبة ما وراء البحار على عائد البث الأصولي، فهي بأعيننا!”، فقد حاول الاختباء وراء صورة تجمعه بجلالة الملك، صدرها بالدعاء التالي:”شفى الله ملكنا الهمام واصبغ عليه موفور الصحة والعافية”، كان هذا في يوم صدور المادة 19/6/2022، في حين صدر بلاغ الطبيب الخاص لجلالة الملك حفظه الله، بشأن إصابته بكورونا، في 16/6/2022، وأن مختلف الفاعلين تعاطفوا مع جلالته في إبانه، بالنشر وبالدعاء، بما في ذلك موقعنا، مما يبين أنه استيقظ متأخرا، وأن نشر تلك الصورة لا يندرج في سياق ما هو معلن، بل في سياق توظيفات أخرى، لا تخفى مقاصدها على المتتبعين.
ومع هذا النشر، واصل نهجه في السب والقذف، وطبعا فتدويناته تطالها المتابعات القانونية، إن اقتضى الأمر ذلك لاحقا، نحن لن ننجر إلى هوامش النقاش، بل سنحرص على التقيد بجوهر الأشياء، احتراما لمتطلبات النقاش العمومي الهادف، لذلك سنقف على جملة أمور نرى قيمتها التنويرية
. 1-على فرض صحة الصورة المشار إليها، وأنها غير مفبركة بالفوتوشوب، يمكن القول، رغم قلة الأدب في موضع يده فيها، لقد درج جلالة الملك/المواطن والإنسان، في مختلف جولاته،على التقاط صور مع المغاربة وغيرهم في الداخل والخارج، وهي صور للتبرك والذكرى، والتأريخ لتحولات وظيفية في علاقة الملك بالمواطنين، علما أن أدبيات المُلك التقليدية لها ترتيباتها في ضبط معادلة الانبساط والانقباض في علاقة السلطان بالرعية، مما يبين أن الملك عندنا يسهر شخصيا بانفتاحه، على ثورة حداثية في علاقته الإنسانية بالمغاربة، فلا يعقل أن توظف الصور معه لأغراض مشبوهة، وقد يحمل عدم نضج البعض في هذا الباب، إلى مراجعة لهذا الانفتاح، وأعتقد أن”كاري حنكو”، في عمل المجلس العلمي بتطوان، صاحب الهدر المدرسي، والذي تعكسه تدويناته، لا يمكن أن يستوعب دقة هذا الكلام
. 2-هذا التوظيف لصورة الملك/ الإنسان، لثني كل من يريد تسليط الأضواء على أداء المجلس العلمي، يذكرنا بمسلك رئيس المجلس العلمي بتطوان، في مختلف التظاهرات على ترديد لازمة:” حظيت بتعيني من طرف أمير المؤمنين رئيسا للمجلس العلمي لتطوان بظهير ملكي”، فإذا استحضرنا ما سبق لموقع “أنفاس بريس” أن كتب عن سياق ومعادلة تعيينه، فإنه بترديد هذه اللازمة إلى الآن، يكون في موقع التغطية على عدم أهليته، في حين يعلم الجميع أن المنسق الجهوي للمجالس العلمية بالشمال، محمد كنون كان في مسألة هذا التعيين، في موقع “لا إيمان لمن لا أمانة له ، ولا دين لمن لا عهد له”، فتم التآمر على الصدارة العلمية لتطوان في الشمال لحساب الموقع الشخصي للمنسق الجهوي في طنجة.
ولا تخفى على المتتبعين أن مثل هذه الألاعيب تشوش على إرادة أمير المؤمنين في الإصلاح، وبهذا يتكامل رئيس تطوان وقريبه، في التغطية على نقائص السلوك والأهلية، بتوظيف المقام السامي لعاهل البلاد، وهذه لعبة خسيسة يجب وضع حد لها.
. 3- إن تورط عائلة الرئيس في ترهيب من يقترب من أداء المجلس، يلفت الانتباه إلى معطى في التحليل بالغ الأهمية، ويتمثل في كون تحكم المشيخة الأصولية في تدبير المجالس العلمية، وهي تسعى من جهة إلى تجريد وزارة الأوقاف والإدارة الترابية من صلاحياتهما المتكاملة في الشأن الديني، فإنها تسعى من جهة أخرى إلى ترهيب كل من يقترب بالنقد لتدبيرها الإداري والمذهبي للحقل الديني، ومسلك قرابة محمد الشنتوف بفتوة حمية الجاهلية، يندرج في هذا الإطار، وهذا البعد في الاحتكار والترهيب، يتكامل مع احتكار الأصولية لمواضيع النقاش الديني، وفي ضرب صريح لصلاحيات مرجعية إمارة المؤمنين، فوجب الانتباه لكماشة هذا المخطط، فالعقلاء لا يستهينون بمستصغر الشرر فأحرى بالحرائق
. 4-إن العمل السري الذي انزلق إليه المجلس العلمي في تطوان، وبمسحة التدبير المافيوزي، جعل المجلس لا يسير نفسه، بل تسيره إملاءات خارجية بواسطة الرئيس، لا علم لأعضاء المجلس بها، ولا علم للأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى بالتغذية الراجعة لذلك، وهذا ما حصل في انتداب العضو الوهابي محمد اغبالو للصلاة في عيد الفطر، فتم التلاعب حتى بالإدارة الترابية، ليجد عامل الإقليم نفسه، بعد السهر على ترتيبات العيد، يحضر صلاة وهابية وبخطبة خارج مناسبة العيد.
وطبعا هذا الأمر ينبغي ألا يتكرر في عيد الأضحى، حيث المطلوب العودة إلى الالتزام بالتقاليد المرعية بتطوان، بعيدا عن لعبة الصفقات المشبوهة، وأكيد أن هذا الجانب يستدعي التفكير فيه بجدية من الآن،حتى لا يتم مرة أخرى التلاعب الأصولي بمثل هذه المناسبة.
. 5_ويبقى أن ننوه في الختم، بمسؤولية تدوينة الأستاذ/الخطيب أحمد طرمش البوفراحي الإدريسي، المنهجية في اكتشاف جحور خائنة الأعين، في أنشطة المجلس العلمي بتطوان، ونحن نعلم كلفة قول الحقيقة، وفوران أحقاد الانتقام\، في مسخ المؤسسة العمومية، إلى ضيعة خاصة..
ويبقى بوح أهلنا في الشمال وطيبوبتهم وثباتهم فيما يعتبرونه حقا، هو ما يشد وجدانيا إلى هذه المنطقة، بصرف النظر عن بعض تمظهرات العدمية السياسية والأصولية، فالنقاش العمومي كفيل بفضح الزيف في أي موقع كان ، وكيفما تلون …
وأكيد أن مؤسسات الدولة الدينية والترابية والأمنية والقضائية، معنية بحماية تباري الأفكار، والأمن الروحي للبلاد ، حتى لا ينفلت مقص الأحقاد الشخصية والإديولوجية، ومعه سيف الإرهاب، من قمقمه.