كلاسيكو الشمال .. صراع أسفل الترتيب وحسابات البقاء

و.م.ع بقلم عبد العزيز حيون

يلتقي اتحاد طنجة بالمغرب التطواني يوم الأحد المقبل على أرضية الملعب الكبير لطنجة برسم الجولة 17 من البطولة الاحترافية “إنوي”، حيث يجسد ديربي الشمال صراع الغريمين التقليدين، لكن هذه المرة على وقع حسابات أسفل الترتيب مع انطلاق مرحلة الإياب، إذ يسعى اتحاد طنجة لتحقيق فوزه الأول، بينما يأمل المغرب التطواني في تجاوز الكبوات المسجلة خلال الدورات الأخيرة.

وتأتي هذه المقابلة بعد توقف مشوار فريق المغرب التطواني في منافسات كأس العرش عن الموسم الرياضي 2022/2021، عند دور السدس عشر، بعد هزيمته أمام الوداد الرياضي البيضاوي، بينما يخوض اتحاد طنجة المقابلة بمعنويات مرتفعة بعد تأهله إلى الدور الموالي على حساب المغرب الفاسي، وهو ما يمنح الثقة في النفس للاعبين للخروج من دوامة الهبوط إلى القسم الثاني.

إن كان إقصاء المغرب التطواني قد يعزى إلى الإصابات التي حرمته من بعض اللاعبين الذين يشكلون ركائز الفريق، فإن انتصار اتحاد طنجة قد يعكس تطور الحالة الذهنية للفريق وتطور الأداء الجماعي الجيد، لاسيما بعد تغيير الإدارة والطاقم التقني وسلسلة من التعاقدات التي قام بها خلال فترة الانتقالات الشتوية.

وسيخوض المغرب التطواني المقابلة القادمة بعد بداية تعافي المدافع الصلب والمجرب محمد سعود، الذي شرع مؤخرا في تدريبات انفرادية بعد إصابة حرمته من المشاركة لجولتين، كما تمكنت إدارة النادي من إنهاء إجراءات رفع المنع من الانتداب، وتسجيل اللاعبين المنتدبين خلال الميركاتو الصيفي لدى المصالح المختصة بالجامعة الملكية المغربية لكرة القدم.

ويتعلق الأمر باللاعبين معاد جولوس وياسين جبيرة وحمزة الغطاس ومحمد الحمامي وأنوار فريندي وعبد المولى الغروس ومحسن عبا ومحمد الرضواني، بالإضافة إلى الحارس محمد صابر، كما أبرمت إدارة النادي اتفاق صلح مع اللاعبين عادل الحسناوي ومحمد كمال.

في المقابل، غير اتحاد طنجة، متذيل الترتيب، مكتبه المسير بانتخاب محمد الشرقاوي، واستقدم لاعبين من العيار الثقيل كما وقع التجديد على مستوى الإدارة التقنية بتحمل المسؤولية الإطار المغربي هلال الطير، وهو التغيير الذي جاء ليزرع الأمل ويعطي إشارات لجمهور النادي العريض بأن النزول ليس مسألة حتمية، وإن كان حسابيا من الصعب على فريق يتوفر على نقطتين خلال 16 جولة ضمان البقاء في قصم الصفوة.

لتفادي الهبوط، سيكون اتحاد طنجة ملزما بتحقيق اكبر قدر من الانتصارات، بما فيها في المقابلات التي ستجمعه بفرق مقدمة الترتيب التي ستتنافس على لقب البطولة أو إحدى المراتب المؤهلة للمنافسات القارية، والمقابلات التي سيواجه فيها فرقا تسعى جاهدة للابتعاد عن منطقة الخطر أسفل الترتيب. هي مهمة صعبة تتطلب تنشيط الهجوم لتحقيق الأهداف.

أنصار الفريق الأزرق/الأبيض يرون أن “المستحيل ليس طنجاويا” وأن “المعجزة الكروية ممكنة”، لاسيما بعد أن عزز النادي ترسانته بلاعبين من المستوى العالي ومجربين وطنيا ودوليا، منهم الحارس زهير العروبي والحارس الجزائري مرباح غايا، إلى جانب اللاعبين صابر الشفاي وعلي الحراق ومحسن متولي والمدافع الصلب كوناطي واللاعب المتألق سفيان المودن.

كما يأمل الأنصار في أن يتجاوز الفريق مرحلة الشك لاسيما بعد عدم تحقيقه أي انتصار منذ شهر أبريل من العام الماضي، كما انه يتوفر خلال الموسم الحالي على أضعف خط هجوم وأضعف خط دفاع، حيث استقبلت شباكه 27 هدفا مقابل تسجيله لخمسة أهداف فقط في 16 مباراة. وضعية لا تعكس مكانة نادي اتحاد طنجة الذي سبق وحقق لقب البطولة كما أنه يمثل مدينة لها وزن اقتصادي كبير على صعيد المغرب.

وسبق للمدرب هلال الطير، الذي راكم تجارب مهمة مع فرق القسم الأول، قد أكد في تصريح صحافي أنه قبل تدريب اتحاد طنجة رغم الظرف الصعب وكون المهمة شبه مستحيلة، لكن يبقى الأمل، مشيرا إلى أن “كل الفرق التي بحوزتها اقل من 20 نقطة مهددة مثل اتحاد طنجة، ووضعها أيضا صعب، وعليها أن تحترس شأنها في ذلك شأن اتحاد طنجة”.

فريق المغرب التطواني، صاحب المرتبة ال 12 برصيد 17 نقطة، مجبر بدوره على بذل جهد أكبر خلا مرحلة الإياب من البطولة، ويرى في مقابلة الديربي فرصة لتعزيز فرصه للابتعاد عن المنطقة المكهربة، والشروع في تدبير ما تبقى من دورات بحكمة تجنبه السقوط من جديد إلى القسم الثاني.

كما أن اللاعبين والمسيرين والطاقم التدريبي الذي يقوده رضا حكم واعون بحجم المسؤولية وبأن الحظوظ متكافئة مع باقي الفرق، ما يقتضي القطيعة مع تذبذب النتائج، واعتبار أن كل مباراة هي حاسمة ونقاطها الثلاثة ثمينة.

ويأمل الأنصار من الجانبين، في أن يشكل الديربي مناسبة أخرى لانتصار الروح الرياضية والندية برقعة الميدان، وتجديد التوهج العالمي للجماهير المغربية العاشقة لكرة القدم، التي حجت بكثافة إلى ملعب طنجة الكبير خلال فعاليات كأس العالم للأندية.