طلبت الحكومة الإسبانية من النيابة العامة، ومكتب المدعي العام المختص بمكافحة جرائم الكراهية، ومكتب الوسيط المدني، فتح تحقيق رسمي في حفل عيد ميلاد لامين يامال الثامن عشر، وذلك بعد تلقيها شكوى تشير إلى احتمال انتهاك قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة.
وتأتي خافية هذه القضية بعد أن رفعت جمعية ADEE (جمعية الأشخاص قصيري القامة) شكوى رسمية ضد الحفل، بسبب ما وصفته بـ”الاستخدام المهين لأشخاص من ذوي القامة القصيرة لأغراض ترفيهية”، وهو ما اعتبرته الجمعية إهانة مباشرة لكرامة فئة اجتماعية محمية بموجب القانون.
و صرّح خيسوس مارتن بلانكو، المدير العام لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، بأن السلطات تنظر بجدية في الواقعة للتحقق مما إذا كانت العروض التي قُدمت خلال الحفل تمثل انتهاكًا للقانون 8/2021، والذي يمنع تنظيم أو الترويج لعروض تسخر أو تستهزئ بالأشخاص ذوي الإعاقة.
رغم أن هذا القانون ساري منذ عام 2021، إلا أنه لا يتضمن حاليًا عقوبات مباشرة، مما دفع الحكومة إلى الإعلان عن خطة لتحديثه وتشديده.
و تشمل التعديلات المرتقبة تصنيف مثل هذه الأفعال كـ”مخالفات جسيمة”، مع فرض غرامات مالية قد تتراوح بين 600 ألف إلى مليون يورو، وذلك بهدف منع أي استغلال أو استخدام مسيء للإعاقة في السياقات الترفيهية أو التجارية، مثل ما يُعرف بعروض “رجل الإطفاء المصارع”.
و قال مارتن ،في تصريحات صحفية، “نحن قلقون من أن أشخاصا يملكون المال والسلطة يعتقدون أنهم فوق القانون. القانون يجب أن يطبق على الجميع، الفقراء والأغنياء على حد سواء “.
من جهتها، أعلنت جمعية ADEE الإسبانية أنها ستتخذ إجراءات قانونية واجتماعية للدفاع عن كرامة الأشخاص المصابين بقصر القامة، مشيرة إلى أن ما حدث “يُعيدنا إلى عصور مظلمة كانت فيها الإعاقة تُستغل للسخرية والإهانة”.
و القضية أثارت جدلا واسعا في إسبانيا، ليس فقط بسبب تورط لاعب شاب شهير مثل لامين يامال، بل أيضا لأنها فتحت النقاش مجددا حول الحدود الأخلاقية والقانونية لما يُعد ترفيها، وأعادت تسليط الضوء على أهمية حماية كرامة جميع المواطنين، بغض النظر عن اختلافاتهم الجسدية أو النفسية.