تعاونية أمان .. نموذج ساطع للدفعة القوية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية للقطاع التعاوني بالمضيق الفنيدق
و.م.ع
أولت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، منذ انطلاقتها في 2005، اهتماما خاصا للقطاع التعاوني، حيث شكلت دفعة قوية للتعاونيات ولمقاولات الاقتصاد الاجتماعي على صعيد عمالة المضيق الفنيدق من خلال التتبع والمواكبة والمساهمة في التمويل بغاية تحسين دخل المنتسبين وتوفير مناصب شغل قارة لأبناء المنطقة.
والنماذج الناجحة للمشاريع المدرجة ضمن برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب عديدة ومتعددة، منها على سبيل الذكر لا الحصر تعاونية “أمان مرتيل” المتخصصة في تثمين النباتات العطرية والطبية التي تزخر بها منطقة الشمال.
فمباشرة بعد إطلاق برنامج تحسين الدخل والادماج الاقتصادي للشباب سنة 2019، انتظم ستة شباب من أبناء مدينة مرتيل في إطار تعاوني يختص في تثمين النباتات العطرية والطبية، وخاصة في مجال تقطير الأعشاب العطرية وإنتاج مواد تجميلية.
وقالت رئيسة تعاونية “أمان مرتيل” للأعشاب العطرية والطبية، فهمي أمينة، في تصريح لقناة M24 الإخبارية، التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن التعاونية انطلقت بمعدات تقليدية بسيطة، والتي لم تسمح بتحقيق مردودية وضمان جودة يطلبها السوق والزبون، لتلجأ التعاونية إلى المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كان دورها وتدخلها حاسما في تطوير وتحسين منتوج التعاونية.
وأضافت أمينة فهمي، أن المبادرة الوطنية للتنمية البشرية دعمت التعاونية بمبلغ 35 ألف درهم لاقتناء تجهيزات ومعدات متطورة لتثمين النباتات العطرية والطبية، مما مكن التعاونية من تحسين المردودية والرفع من جودة منتوجاتها للتجاوب مع متطلبات زبائن التعاونية، كما تمكنت التعاونية من إيجاد موطئ قدم لها في السوق المحلية والجهوية والوطنية.
وأشارت رئيسة التعاونية الى أنه بالإضافة إلى الدعم المادي الذي وفرته المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، فإن هذه الأخيرة عملت على مواكبة التعاونية وتميكن أعضائها من سلسلة من التكوينات الضرورية وتقوية قدرات منخرطيها، تهم أساسا الجانب المادي والتدبيري، وكذا الجانب التقني والعلمي لتثمين المواد العطرية والطبية وفق أحدث النظريات والوسائل.
وأبرزت المتحدثة أن تعاونية “أمان مرتيل” استفادت، بفضل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بعمالة المضيق الفنيدق، من المشاركة مجموعة من الملتقيات والمعارض المحلية والجهوية والوطنية، حيث كان لهذه المناسبات دور كبير في التعريف بالتعاونية ومنتجاتها، كما كان للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية دور محوري في ولوج أسواق لم يكن باستطاعة التعاونية الوصول إليها.
وأكدت المتحدثة أن التعاونية شهدت تطورا وتحسنا في مردوديتها مما انعكس، بشكل كبير، على المنخرطات اللواتي تحسن دخلهن وأصبحن يعلن أسرهن بأريحية تامة وبشكل قار وتمكن من تلبية حاجياتهن الأساسية وتحقيق الاستقلالية المالية.
وأفادت معطيات لقسم العمل الاجتماعي بعمالة المضيق-الفنيدق، بأنه وإلى غاية منتصف شهر ماي تم تمويل 212 مشروعا بقيمة استثمارية فاقت 26.5 مليون درهم ساهمت فيها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ب 14.74 مليون درهم.
وأضافت المعطيات أن هذه المشاريع مكنت من خلق أكثر من 500 منصب شغل ساهمت فيها المقاولات النسائية ب 194 منصبا، بالإضافة الى 11 منصب شغل تم خلقه من خلال دعم مقاولات صغرى وتعاونيات.