انطلقت، مساء الجمعة بمسرح إسبانيول بتطوان، فعاليات الدورة الرابعة لمهرجان الشعراء المغاربة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وحضر حفل افتتاح الدورة الجديدة لمهرجان الشعراء المغاربة على الخصوص عامل إقليم تطوان يونس التازي، والكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل -قطاع الثقافة- عبد الاله عفيفي، ورئيس دائرة الثقافة في حكومة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة عبد الله العويس، وسفير دولة الامارات العربية المتحدة المعتمد لدى المملكة المغربية العصري سعيد أحمد الظاهري، ومدير إدارة الشؤون الثقافية بدائرة الثقافة بحكومة الشارقة محمد القصير.
وأبرز وزير الشباب والثقافة محمد مهدي بنسعيد، في كلمة له ألقاها نيابة عنه الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة -قطاع الثقافة- عبد الاله عفيفي، أن مهرجان الشعراء المغاربة بتطوان، يمثل نموذجا للتعاون الوثيق القائم بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل بالمملكة المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.
وأضاف بنسعيد أن وزارة الشباب والثقافة والتواصل بقدر ما تعتز بتنظيم هذا النوع من المهرجانات الثقافية، فإنها تثمن عاليا الجهود المتواصلة التي ما فتئت تقوم بها دائرة الثقافة بالشارقة لدعم مثل هذه المبادرات، التي تروم تعزيز العمل الثقافي العربي المشترك، مؤكدا أنه يقدر بالمناسبة الجهود المتميزة التي تبذلها دار الشعر بتطوان و الاحترافية الكبيرة في برمجة وتنظيم مختلف الأنشطة والتظاهرات الثقافية المتميزة.
وأشار وزير الشباب والثقافة والتواصل إلى أن البرمجة الغنية والمتنوعة للدورة الرابعة لمهرجان الشعراء المغاربة، وحضور أسماء لامعة من عوالم الكلمة الجميلة والإبداع الراقي، دليل على هذا التميز، الذي يؤرخ لانطلاقة قوية وواعدة لفعاليات هذا المهرجان، بعد توقف إضطراري لمدة سنتين بفعل تداعيات وباء كوفيد-19.
من جانبه، أكد السيد عبد الله العويس أن تواصل الشراكة واستدامتها بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل المغربية ودائرة الثقافة بالشارقة عززت التعاون لخدمة الثقافة العربية، واستمرار عقد الأنشطة الثقافية المتنوعة ذات القيمة المضافة.
وأضاف العويس أن التنوع في النشاط الثقافي يندرج في سياق توطيد أواصر المودة والتواصل وعمق العلاقات بين دولة الامارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، كما يعكس التعاون المشترك لخدمة الثقافة العربية ورموزها، والحفاظ على لغة الضاد.
وشهد حفل الافتتاح، الذي تابعه جمهور غفير من عشاق الكلام المقفى، تكريم الشاعرة وفاء العمراني، أيقونة الشعر المغربي المعاصر، التي حافظت على حضورها القوي في الساحة الشعرية المغربية، وتكريم الكاتبة والناقدة العالية ماء العينين أستاذة الأدب الأندلسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط والباحثة في الأدب العربي والثقافة الشعبية، وكذا تنظيم حفل فني أحيته الفنانة الكبيرة لطيفة رأفت التي قدمت أشهر أغانيها بدء من “أنا فعارك يا يما” وصولا إلى” مغيارة” .
وأبرز مدير دار الشعر بتطوان مخلص الصغير، في تصريح ل M24 القناة التابعة للمجموعة الإعلامية لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن مهرجان الشعراء المغاربة عاد بكل إصرار وحماس للإعلان عن دورة جديدة، بعدما قدر له أن يتوقف لمدة سنتين بسبب تداعيات الجائحة.
ونوه الصغير بأن المهرجان اختار لنفسه أن لايكرر أي إسم شارك في دورات سابقة للمهرجان، لذلك فجمهور الشعر بالمغرب عامة وتطوان خاصة على موعد مع عشرين شاعرا جديدا يشاركون لأول مرة في هذا المهرجان، و حرصت إدارة المهرجان أن يلتقوا مع عشرين فنانا تشكيليا بمدينة تطوان التي توسم بمدينة الفنون الجميلة.
وفي تصريح مماثل أكدت الشاعرة وفاء العمراني، أنه بقدر سعادتها بهذا التكريم فإنها وجلة، لكون تكريم الشعراء يشكل ثقلا كبيرا عليهم، ويدفعهم إلى أن يكونوا في مستوى الثقة والمكانة التي منحوها لهم، وهو ما يفرض على الشاعر أن يفاجئهم بالجديد، الذي يجب أن يكون أرقى وأفضل مما كتب سابقا.
وأضافت الديبلوماسية السابقة، أن هذا التكريم جاء في مرحلة ثقافية دقيقة ومفصلية في تاريخ الثقافة المغربية، مشددة على أنه يجب المراهنة دائما على الأجمل والأبهى، ما يليق بجمال لغتنا وبجمال بلدنا، وصون ثقافته وجماله وقيمه معتبرة أن ما يميز المغرب هو التنوع الثري والغني الذي تحبل به ثقافتنا.
هذا وجرى خلال حفل الافتتاح الإعلان عن جائزة الديوان الأول للشعراء الشباب، في دورته الرابعة، التي فاز بجائزتها الأولى الشاعر جواد الهشومي عن ديوانه “ريستريتو بأخف ما يمكن”، فيما كانت الجائزة الثانية من نصيب الشاعر محمد نور بنحساين عن ديوانه “مرثيات الوداع”، بينما قررت لجنة التحكيم، التي ترأسها الشاعر إدريس الملياني وضمت كلا من الشاعرة صباح الدبي والشاعر عبد الرحيم الخصار، حجب الجائزة الثالثة استثناء، منوهة بديوان “ثقب وأشباح” للشاعرة صفافة إراوي وديوان “سرابيل” للشاعرة أنيسة عيدون.
كما تميز حفل الافتتاح بتنظيم الجلسة الشعرية الأولى، بمشاركة الشاعرة وفاء العمراني وإدريس عيسى وعمر الراجي.
وستتواصل فعاليات المهرجان، الممتد على مدى ثلاثة أيام، اليوم السبت، ابتداء من العاشرة صباحا، في القاعة الكبرى للمدرسة العليا للأساتذة بمرتيل، بتنظيم ندوة عن “المجلات الشعرية.. من الورقي إلى الرقمي”، بمشاركة رئيس تحرير مجلة “البيت” الناقد المغربي خالد بلقاسم، ومدير مجلة “المناظرة” الإسبانية الشاعر خوان دي ديوس غارسيا ، و يسير الندوة الشاعر والمترجم خالد الريسوني.
بعد ذلك، سيكون جمهور دار الشعر بتطوان على موعد مع قراءات شعرية يشارك فيها الشاعر عبد السلام المساوي والشاعر رضوان أعيساتن والشاعرة هدى الفشتالي والشاعر عبد الجواد العوفير، بتقديم من الشاعر عبد الرحيم الخصار. وتتوج هذه الجلسة الصباحية بتوزيع الشهادات على طلبة الورشات الشعرية (فوج 2020-2021).
وفي مدرسة الصنائع والفنون الوطنية، يتواصل برنامج المهرجان بتنظيم أمسية شعرية، ابتداء من الساعة السادسة من مساء السبت ، بمشاركة الشاعر إدريس الملياني والشاعر عبد الرحيم فوزي والشاعرة نسرين بلعربي والشاعر حسن أوحمو الأحمدي والشاعر أحمد الحريشي، تقديم الشاعر عبد السلام المساوي. وتتوج هذه الجلسة بتوزيع الشهادات على طلبة الورشات الشعرية. (فوج 2021-2022).
وفي يوم الأحد 16 أكتوبر، وبمدرسة الصنائع والفنون الوطنية، يختتم المهرجان فعالياته، حيث تقام قراءات شعرية ابتداء من الحادية عشرة صباحا، بمشاركة الشاعر خالد الريسوني والشاعرة عزيزة العميري والشاعر عبد الرحيم الخصار والشاعرة خلود بناصر، بتقديم من الشاعر نجيب خداري، يليها حفل توزيع الشهادات على “الأطفال الشعراء” ، الذين استفادوا من ورشات شعرية موجهة إلى الأطفال، أُقيمت بشراكة مع المركز السوسيوثقافي التابع لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للتربية والتكوين بتطوان.
بعد ذلك، سيقوم المشاركون بزيارة خاصة إلى معهد طه حسين الجهوي للمكفوفين بتطوان، لحضور لقاء شعري يشارك فيه الشاعران سعيد الخمسي ومحمد العمراني، مع مرافقة موسيقية لـ”ثلاثي طه حسين”، التابع للمعهد.
وفي السادسة مساء من يوم الأحد، تختتم دورة المهرجان الشعري فقراتها بأمسية شعرية يشارك فيها الشاعر أحمد بنميمون والشاعرة صباح الدبي والشاعر علي الورياغلي، من تقديم الشاعر أحمد الحريشي. ليتوج اللقاء بتكريم الفنانين التشكيليين المشاركين في الدورة، ويواكب التكريم حفل غنائي يحييه الجوق النسوي التطواني، برئاسة وفاء العسري.
ومنذ دورته الأولى، حرص مهرجان الشعراء المغاربة على استضافة شعراء يمثلون مختلف أجيال وأشكال الكتابة الشعرية، دون أن يتكرر أي اسم من أسماء الشعراء المشاركين من دورة إلى أخرى.
كما يحرص المهرجان على إقامة ندوات كبرى تجدد التفكير في راهن الشعر المغربي ورهاناته، مثلما تنصت هذه التظاهرة، حسب المنظمين، إلى القصيدة المغربية بمختلف أصواتها ولغاتها، من أمازيغية وعربية وحسانية وإنجليزية وإسبانية وفرنسية… فضلا عن ذلك، تجدد الدورة الحالية صلة الشعر بالفنون المجاورة له، من تشكيل وموسيقى، من خلال عروض فنية ومعارض تشكيلية.
واستضافت الدورات السابقات من المهرجان عشرات الشعراء المغاربة، مع تكريم خاص للشاعر حسن الصقلي والشاعر عبد الرفيع الجواهري والشاعر عبد الكريم الطبال والشاعر الهندي جاويد آختر، ومجموعة ناس الغيوان والفنانة المغربية كريمة الصقلي والفنانة العربية أميمة الخليل، إلى جانب عدد من الوجوه الشعرية والثقافية العربية المرموقة.