التراث السينمائي في زمن الرقمنة في صلب نقاش مهرجان تطوان الدولي لسينما المتوسط

شكل موضوع “التراث السينمائي في زمن الرقمنة، ما بين الذاكرة والنسيان” ، اليوم الثلاثاء ، محور الندوة الثانية التي برمجها مهرجان تطوان الدولي لسينما البحر الأبيض المتوسط في دورته السابعة والعشرين، وذلك بمشاركة المخرجة الفلسطينية خديجة حباشنة والمخرج والمنتج الفرنسي فرانك لواري والمخرج والمنتج التونسي محمد شلوف والباحثة والمخرجة ليا مورين.

وأجمع المشاركون في هذه الندوة ، التي احتضنتها قاعة العروض بمركز الفن الحديث، على ضرورة بذل جهود معتبرة في مجال رقمنة وترميم التراث السينمائي المغربي والإفريقي على وجه التحديد، بما يحفظ الذاكرة السينمائية للقارة السمراء، مبرزين أن الحفاظ وتوثيق وأرشفة التراث السينمائي يتيح الفرصة لتثمين الهوية والرصيد السينمائي الوطني خاصة.

وأكد المشاركون في هذه الفعالية السينمائية على ضرورة الاستفاذة من التجارب العالمية في مجال أرشفة وحفظ الذاكرة السينمائية، وإنشاء مراكز للذاكرة السينمائية بدول جنوب البحر الأبيض المتوسط، مشددين على ضرورة تجميع الأرشيف والوثائق السينمائية لدول جنوب البحر الأبيض المتوسط للحفاط عليها .

وأبرز المتدخلون في هذه الندوة الهامة على ضرورة استنفار الوسائط والبرامج الرقمية الجديدة من أجل إعادة ترميم الأعمال السينمائية التي طالها التلف، وتحصين أخرى من الضياع، مع ضرورة التفكير في بلورة جيل جديد من الخزانات السينمائية والمؤسسات المعنية بإنقاذ وحماية الهوية السينمائية الوطنية.

وكانت الندوة الأولى لمهرجان تطوان سينما البحر الأبيض المتوسط، التي إحتضنها مركز الفن الحديث ،أول أمس الأحد ،حول موضوع “السينما في العصر الرقمي.. الوسيط والفن والخطاب النقدي”،و التي شارك فيها النقاد والمخرجون المغاربة والإسبان والفرنسيون نوس بالموس و أكسيطان لاكروى و محمد باكريم وسعيد مزوري، قد لامست قضايا الرقمنة في السينما، حيث أن جائحة كورونا نبهت الفاعل في مجال السينما إلى أهمية التسليم ببزوغ عصر جديد والإدعان لمقتضياته وشروطه.

كما ركزت التدخلات على أهمية الوسائط الرقمية في إستمرار تداول الفيلم السينمائي وتلقيه، منبهة في الوقت ذاته إلى سلبيات هذه الوسائط في تقديم عروض رقمية.

وانطلقت الدورة ال27 من مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط الجمعة الماضية بقاعة مسرح إسبانيول، حيث تميز حفل افتتاح المهرجان، الذي تنظمه تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، مؤسسة مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل وعمالة تطوان ومجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة وجماعة تطوان وشركاء آخرين، بتكريم كل من النجمة البلجيكية الفرنسية ديبورا فرانسوا والممثل والمخرج الإسباني من أصل ألماني أليكس برندموهل والمخرج المغربي نور الدين لخماري، على أن يتم تكريم الممثل المصري شريف منير، خلال حفل اختتام المهرجان يوم الجمعة المقبل.

هذا ويتنافس لنيل جائزة الفيلم الطويل وجائزة النقد لمهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط في هذه الدورة، كل من الفيلم المصري “أبو صدام” لنادين خان، وفيلم “الغريب” للمخرج السوري عامر فاخر الدين، وفيلم “شرارة برية” للمخرجة الإسبانية أينوا رودريغيث، وفيلم “مرة أخرى” للمخرج التركي طايفون بيرسليكوغلو، وفيلم “البحر أمامكم” للمخرج اللبناني إيلي داغر، وفيلم “حبيبة” للمخرج المغربي حسن بنجلون، وفيلم “العالم بعدنا” للمخرج الفرنسي لودا بنصالح-كازاناس، وفيلم “قمر أزرق” للمخرجة الرومانية ألينا غريغوري.

كما يشارك في ذات المسابقة فيلم “قدحة. حياة ثانية” للمخرج التونسي أنيس الأسود، وفيلم “جسم ضئيل” للمخرجة الإيطالية لاورا ساماني، وفيلم “صالون هدى” للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وفيلم “فيرا تحلم بالبحر” لكاترينا كراسنيكي من كوسوفو.

وأما مسابقة الأفلام الوثائقية، فيتنافس فيها فيلم “قياس الأشياء” للمخرج البلجيكي باتريك جان، وفيلم “بيروت في عين العاصفة” للمخرجة الفلسطينية مي مصري، وفيلم “ستة أيام عادية” للمخرجة الإسبانية نوس بايوس، وفيلم “جزر” للمخرج الإيطالي ماريو برينطا والمخرجة البلجيكية كارين دي فوليي، وفيلم “نحن” للمخرجة الفرنسية من أصل سنغالي أليس ديوب، والفيلم المصري “كابتن الزعتري” لمخرجه علي العربي، والفيلم المغربي “في زاوية أمي” للمخرجة المغربية أسماء المدير، والفيلم المغربي الآخر “صرة الصيف” للمخرج سالم بلال “.