-2- السياحة في تطوان : المؤهلات والعراقيل :
تتوفر المدينة والاقليم على مؤهلات سياحية هائلة لكنها إما غير مستغلة، أو تم التفريط فيها. ويمكن تجميع هذه المؤهلات ضمن ثلاثة محاور أساسية :
-السياحة الشاطئية : وهي التي يتم التركيز عليها والترويج لها بقوة. باعتبار أن تطوان مدينة شاطئية بامتياز. لكن الحديث عن شواطيء تطوان يتضمن مغالطة كبرى حينما يتم الحديث عن الشريط الساحلي الممتد من مرتيل، وصولا إلى الفنيدق وتتم نسبته إلى تطوان في تغافل تام عن أن الأمر يتعلق بشواطئ تقع ضمن عمالة أخرى”عمالة المضيق الفنيدق”.
فالشواطيء التابعة لتطوان هي فقط الممتدة من سيدي عبد السلام وصولا إلى واد لاو. هنا يطرح إشكال التقطيع الإداري الذي قزم الإقليم، وحرمه من أغلب شواطئه. فالحديث عن السياحة الشاطئية واعتبارها (رغم أهميتها) نقطة القوة ضمن المقاربة السياحية، هو أمر مجانب للصواب.
-السياحة الجبلية : هنا يقع العكس، حيث نجد تغييبا شبه تام لهذا النوع من السياحة رغم أنه بإمكانه أن يكون أكبر دعامة لأية مقاربة أو تصور لبناء قطاع سياحي قوي ومنتج. فالاقليم يتوفر على مجال سياحي جبلي زاخر سواء من حيث القمم الجبلية المتواجدة به، أو المناطق القروية التي تمتاز بطبيعتها الساحرة والعذراء، والممتدة على طول تراب الإقليم. لكن في مقابل الاهتمام النسبي بالبنية التحتية للسياحة الشاطئية، يلاحظ غياب وانعدام أي اهتمام بهذه البنية في مجال السياحة الجبلية بإستثناء المحاولات الفردية والمتمثلة في المآوي الجبلية التي يقيمها الخواص بدون أن تكون هناك أية خطة مدروسة لتنظيمها والدعاية لها أو وضعها ضمن مخطط للترويج السياحي للمنطقة، مما يجعل هذه المؤهلات مجهولة لدى السائح الوطني، فبالأحرى الأجنبي ويضيع فرصة استقطاب شريحة مهمة من السياح المهتمين بهذه النوعية من السياحة.
– السياحة التاريخية والتراثية : أن تكون تطوان أخت غرناطة وأن تكون إلى جانب الشاون المدينتين الوحيدتين المحافظتين على الطابع الموريسكي الأندلسي في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وأن لا يتم استغلال هذه الميزة وهذا الكنز السياحي “اللهم إلا كشعار دون أية محاولة للإستفادة منه أو توظيفه في المقاربة السياحية للمدينة” فهذا يبين بالملموس أن النموذج السياحي المقصود ترويجه هو نموذج نمطي لا يراعي خصوصية المدينة ولا نقاط تميزها اطلاقا. فالإهمال الذي توجد عليه المدينة القديمة، والانعدام التام لأي توظيف لها، أو إعداد و تكييف لبنيتها لاستقطاب هواة السياحة التاريخية والتراثية، يضيع على المدينة أحد أهم ركائزها السياحية. ويحرمها من موسم سياحي يمتد على طول السنة. بدلا من السياحة الشاطئية الموسمية. والتي لا تتعدى في أحسن الأحوال ثلاثة أشهر في السنة، في حين نجد أن جزءا كبيرا من النجاح السياحي للجارة إسبانيا يعتمد على الإرث الأندلسي بل حتى وطنيا نجد أن مدينة الشاون استطاعت نسبيا بناء قطاع سياحي يعتمد بالأساس على السياحة التاريخية والتراثية.
(يتبع)