” تطوان مدينة سياحية : أية مقاربة، أي أفق”.. الجزء الثالث

كتب : كريم جهجاه

3- الأبعاد المهملة للأسواق السياحية :

منذ أواسط التسعينات انتشرت مقولة : “تطوان قبلة السياحة الداخلية”. واذا كان السوق السياحي الداخلي مهما، ورافدا أساسيا للقطاع السياحي للمدينة. فإن إغفال الأسواق الخارجية هو خطأ فادح، لما لدى هذه الأسواق من مزايا، أبرزها جلب العملة الصعبة، وخلق مناصب شغل كثيرة ومتنوعة.

إن الترويج للمدينة كوجهة سياحية للسياح الأجانب ليس صعبا، بقدر ما يحتاج إلى رؤية واضحة ومحددة باستحضار البعد والارث المتوسطي للمدينة، وباستهداف أسواق معينة أقربها السوق الاسباني، الذي تربطه علاقة وثيقة بالمدينة وتاريخها “المدينة القديمة، الانسانتشي”. وهذا السوق ليس غريبا عن المدينة، حيث كانت منذ الاستقلال، وإلى أواخر الثمانينات تستقطب أعدادا هامة من السياح الاسبان. إن تنويع الأسواق السياحية للمدينة، واستحضار السياحة الخارجية، كفيل بإعطاء دفعة قوية للقطاع السياحي، وهو من ضمن أبرز الوسائل الكفيلة بالنهوض بهذا القطاع، وجعله رافعة ودعامة هامة لتنمية المدينة والاقليم.

خاتمة :

إن الحديث عن السياحة في مدينة تطوان يحتاج إلى بحث متكامل. ومهما حاولنا التطرق إلى بعض إشكالاته، في مقالة أو سلسلة مقالات، فلن نستطيع الإحاطة بكافة جوانبه. يبقى الأهم، وهو أن السياحة كرهان لتنمية المدينة هو رهان صائب، بشرط وجود رؤية وتصور واستراتيجية متكاملة للنهوض بهذا القطاع. أما بدون هذه البديهية، فإنه سيصبح مجرد شعار للتغطية على عدم وجود أي بديل اقتصادي لتنمية المدينة. تطوان التي كانت مركزا وقطبا وطنيا مهما، أصبحت للأسف تعيش على إستحضار أمجاد الماضي.

مدينة تعيش حالة نوستالجيا دائمة.