ملاحظات حول تعيين حكمة لقيادة مباراة نهائي كأس العرش والجدل الذي واكب ذلك

محمد الزكاري العمراني : محام بهيئة تطوان

عندما نتحدث عن المساواة بين الجنسين ننطلق من أن المغرب قد قطع أشواطا في هذا المجال ولم تعد هناك اأي إشكالية في مشاهدة المرأة في جل المناصب، وقد أثبتت كفاءتها في العديد من المجالات، وهنا أسجل بأن لا أحد انتقد التواجد النسوي، بل هناك من يهمس سواء في المقاهي او النقاشات الجانبية بأن المرأة في بعض المجالات أثبتت كفاءتها ونزاهتها مقارنة بأخيها الرجل..

وبمناسبة نهاية كأس العرش الذي جرت أطوارها في ملعب ادرار بأكادير أرادت الجامعة أن تواكب التطور الحاصل في المجتمع المغربي والتسويق لصورة مفادها أن المغرب قطع اشواطا حقيقية في المساواة بين الجنسين وعين حكمة للنهائي الذي جمع بين المغرب التطواني والجيش الملكي كنوع من إقحام قسري للمرأة في هذا المجال دون ان تكون الظروف مساعدة على ذلك ويعتبر أول نهائي تحكمه امرأة عربيا وأفريقيا..

فالذي تبنى هذه الفكرة الجميلة والشجاعة في حد ذاتها، نسي التفاصيل الضرورية وهي عندما تريد ان تقدم نموذج المساواة يجب ان يراعى في اتخاذ القرار جانب الكفاءة والمردودية والحيادية وبالتالي لا يعقل بأن ترمي بحكمة رصيدها في مجموع المقابلات الميدانية لا يتعدى 10 مباريات في أقصى تقدير كلها لمقابلات عادية جدا لا ضغط فيها..

فالجامعة الملكية لكرة القدم التي قامت بتعيين حكمة تنتمي وظيفيا لسلك حاملي السلاح اي للشرطة في نهاية أحد طرفيها فريق الجيش الملكي تعلم علم اليقين بأنها أقل بكثير من العديد من الحكام كفاءة، فالحكمة قتلت المقابلة في الدقيقة الأولى من بدايتها وهو خطأ لم يكن ليقع فيه أي حكم ذو خبرة يعرف المبارة وظروفها وبالتالي هي المسؤول الأول عن الهجمة التي تتعرض لها الحكمة، وعن تعريضها من طرف البعض للتنمر، وهي من تتحمل المسؤولية في تضييع على المغاربة تسويق منتوج كروي جميل آخر مختلف عن التسويق الدائم الذي يقدمه كل من الوداد والرجاء.

في الاخير أقول أن البعض يعتبر مجرد انتقاد حكمة اخطأت وقتلت المقابلة مضيعة فرصة التسويق لمنتوج كروي وجماهيري رائع على المغرب، لكونها امرأة هو تمييز ضد المرأة وتطرف غير مبرر، بالمقابل فإن من يعتقد بأن انتقادها لطريقة تسييرها للمقابلة على انه انتقاد للمرأة فهو متطرف كذلك باعتبار أن النقد الموضوعي يتعين عليه أن يتوجه نحو الظروف والتحكيم وضعف الكفاءة لا إلى جنس الحكمة.