بتهميش الأصوات المستنيرة،تساؤلات تلاحق العقلية الأصولية في تدبير المجلس العلمي بتطوان

هالة أنفو.

تستوقفنا في باب التفاعل مع نشاط ديني رسمي، تدوينة اختار لها فاعل جمعوي وديني بارز في مدينة تطوان، تساؤل العنوان التالي:”من يقف وراء إقصائنا وعدم إشراكنا بأنشطة المجلس العلمي المحلي لتطوان؟؟!!!”.

الأمر يتعلق أولا بالأستاذ أحمد طرمش البوفراحي الإدريسي، خطيب مسجد الأمة، وأحد الوجوه الثقافية البارزة، في حضور التأطير الجمعوي بالمدينة، مما يمنح لصفة الفاعل الديني عمقا مجتمعيا، هو ضروري للمقاربة الفاعلة في الحقل الديني.ويتعلق الأمر ثانيا بندوة جهوية للمجالس العلمية بالشمال، حول”جهود علماء الشمال في خدمة القرآن وعلومه”، التي انعقدت بتطوان في 16/6/2022. وقد كان من أولى فقراتها تكريم العلامة عبد الغفور الناصر رئيس المجلس العلمي المحلي السابق لتطوان.

وإذ تحيل تدوينة الأستاذ الطرماش، على مسألة الإقصاء المتعمد لبعض الوجوه المستنيرة من حضور أنشطة المجلس العلمي، لتكريس الطابع الأصولي لهذا المجلس، فإنها تحيل على مفارقة جديرة بالالتقاط، بتنصيصها على الآتي:” ومن جهة أخرى، جميل جدا أن نكرس ثقافة الاعتراف بتكريم أهل الفضل والعلم والخير. فكما نبارك تكريم الخطيب الفقيه سيدي عبد الغفور ناصر الرئيس السابق للمجلس العلمي…فإننا أيضا نتساءل : ألا يستحق الرئيس الأسبق أستاذي فضيلة الدكتور العلامة سيدي ادريس خليفة، عضو المجلس العلمي الأعلى وعميد كلية اصول الدين السابق، التكريم؟؟!!!..”.

وللإشارة على مستوى دفتر التحملات المذهبية، فبرنامج هذه الندوة،تضمن إسم أحد الوجوه الوهابية، محمد ححود التمسماني. وقد كان المجلس العلمي المحلي بطنجة أول من فتح له مجال التسويق الأصولي من داخل الموقع الرسمي، وهو معروف بإطلالاته المنفوخ فيها في الإطارات والنوافذ الأصولية بالداخل والخارج.

كما أن برنامج الندوة، تضمن كلمة السيد الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى، العلامة سي محمد يسف، لكنه لم يحضر، على خلاف عادته في حضور وتأطير اللقاءات الجهوية للمجالس العلمية، مما قد يسمح بقراءة عدم الرضى الرسمي ، عن المنجز القيمي والمذهبي في الشمال.

وإلى جانب ملاحظة الأستاذ الطرماش ، في شأن تكريم الأستاذ الناصر، فإن استمزاج منبر “هالة أنفو”، لانطباعات بعض المتتبعين لنخب الشأن الديني بالمدينة، خلص إلى أن هذا التكريم ، لا يندرج في إطار تقليد تكريم اللاحق للسابق. فعبد الغفور الناصر لم يكرم إدريس خليفة.. بل يندرج في إطار العلاقات النفعية، التي تربط الرئيس الحالي محمد الشنتوف، بالرئيس السابق ، لأن سي الناصر زكاه لرئاسة المجلس العلمي بتطوان،ب دون استحقاق.

كما أن حصيلة الأداء الإداري، و الالتزام المذهبي في إسناد المهام الدينية من طرف سي الناصر غير مرضية. فهذا التكريم بمسحته النغعية الظاهرة، يندرج في إطار ،هاته بتلك، والسلام. وفي هذه المنزلقات،تضيع القيم، وصورة مدينة تطوان، كصرح علمي أصيل. ووقار وهيبة مؤسسة المجلس العلمي المحلي، التي تحولت في باب التسيير إلى مسرح للكراكيز والعمل السري في التخطيط والتوجيه،وفي قطيعة تامة مع ثقافة “المجالس”المفترضة في التدبير. وقد لمس أهالي تطوان والإدارة الترابية كشريك في سلامة تدبير الفضاءات الدينية،أسلوب هذا التسيير غير الشفاف، من خلال مقترح خطيب عيد الفطر ،عضو المجلس العلمي ،محمد اغبالو، الذي جعل خطبة العيد، تسرح في موجة المد الوهابي بدون حسيب. وهو الاسم الذي تم تسويقه في هذه الندوة أيضا.

وأكيد أن الأمانة العامة للمجلس العلمي الأعلى ستكون معنية بتقويم هذا النزيف في العاصمة العلمية في الشمال.