ندوة علمية بتطوان حول تدبير الموارد المائية أمام تحديات التقلبات المناخية

و.م.ع

شكل موضوع “تدبير الموراد المائية أمام تحديات التقلبات المناخية”، محور ندوة علمية نظمتها، اليوم الاثنين، كلية العلوم بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، وذلك بمناسبة الذكرى الأربعين لإحداث الكلية.

وتميزت الندوة، التي أطرتها الخبيرة في الموارد المائية شرفات اليدري أفيلال، بمطارحة الإكراهات الحالية والتحديات التي ينبغي رفعها مستقبلا، خاصة تلك المتعلقة بإشكاليات الموارد في علاقتها بتغير المناخ والنموذج المائي، ولاسيما تدبير مياه الشرب، التي يأتي نحو 97 في المائة منها من المصادر السطحية والجوفية.

وأشارت شرفات اليدري أفيلال، خلال الندوة التي حضرها أساتذة جامعيون وخبراء وعمداء سابقون للكلية، الى أن المغرب بدأ يتلمس آثار التغيرات المناخية منذ سنة 2001، بفعل تراجع التساقطات المطرية وتوالي سنوات الجفاف، مبرزة أن هذه السنة عرفت عجزا مائيا فاق 90 في المائة، حيث تراجعت الموارد المائية من 22 مليار متر مكعب، إلى 1،9 مليار متر مكعب خلال السنة المائية الحالية.

وأكدت السيدة أفيلال، الوزير المنتدبة المكلفة بالماء سابقا، أن الوضعية المائية بالمغرب تأثرت بشدة بفعل التغيرات المناخية، وأن التحديات المترتبة عن هذه الوضعية تتطلب مساهمة كل المتدخلين المعنيين لمعالجتها، مضيفة أن تدبير هذا العجز المائي يتطلب تدبيرا عقلانيا للموارد المائية الجوفية والسطحية وتشجيع استعمال التقنيات المبتكرة في هذا المجال وخاصة تحلية مياه البحر، وكذا تطوير إعادة استعمال المياه العادمة المعالجة، والربط بين الأحواض المائية للحد من تدفق مياه الأنهار إلى البحر، بالإضافة إلى تحسين النجاعة المائية.

وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، نوهت الخبيرة في الموارد المائية شرفات اليدري أفيلال بالعمل الذي تقوم به كلية العلوم بتطوان، خاصة منه مناقشة المواضيع الراهنة بشكل علمي وأكاديمي رصين يفيد الاستراتيجيات العمومية والمخططات ذات الصلة.

وأضافت الوزيرة السابقة المكلفة بقطاع الماء، أن المغرب يعيش فترة جفاف قاهرة، أثرت بشكل سلبي على الموارد المائية وعلى القطاعات التي تعنى بتدبير الماء.

وشددت على أن المغرب يبتكر الحلول لتجاوز المشاكل الحالية المرتبطة بالموارد المائية أمام التقلبات المناخية ،إلى جانب ترشيد الموارد المائية لضمان استدامتها.

وفي تصريح مماثل، أشار عميد كلية العلوم بتطوان عبد اللطيف مكريم، الى أن عمادة الكلية سطرت بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيسها سلسلة من الندوات والأنشطة، افتتحت بمناقشة قضية الماء والآفاق المرتبطة به، خاصة وأن الإشكالات المرتبطة بالمادة الحيوية أصبحت تحظى بنقاش مجتمعي وعمومي.

وأضاف السيد مكريم، أن الكلية، بالإضافة إلى وظيفتها الأساسية في التحصيل والبحث العلمي، مطالبة بمشاركة محيطها والمجتمع في كل القضايا والإشكالات التي تعني محيطها الاقتصادي والاجتماعي، معتبرا أن الندوة تأتي في سياق خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس أمام مجلسي البرلمان، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى للسنة التشريعية الثانية، والذي تطرق خلاله جلالته لإشكالية قطاع الماء بالمغرب الذي يعاني من إجهاد بنيوي.