دورة تكوينية بطنجة لفائدة شباب العالم العربي حول “حقوق الإنسان والديمقراطية”

و.م.ع

افتتحت امس الأربعاء بمدينة طنجة دورة تكوينية لفائدة شباب العالم العربي حول “حقوق الإنسان والديمقراطية”، منظمة من طرف وزارة الشباب والثقافة والتواصل (قطاع الشباب) بشراكة مع جامعة الدول العربية.

وتهدف الدورة التكوينية، التي ستتواصل إلى غاية 6 ماي وتنعقد تحت شعار “شباب واع : معا نحو مجتمع عربي ديمقراطي” ويشرف على تأطيرها نخبة من الخبراء والباحثين المختصين، إلى تعزيز ثقافة الوعي بحقوق الإنسان لدى الشباب العربي المشارك وصقل مفاهيم الديمقراطية التشاركية.

ويتضمن البرنامج العام للدورة، التي يشارك فيها 100 شابا وشابة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و 35 سنة من الدول العربية الأعضاء بجامعة الدول العربية، عروضا وورشات تهم أساسا التعريف بآليات تعزيز المواطنة لدى الشباب العربي، وكذا المرجعيات الدولية والوطنية لحقوق الإنسان ودور المؤسسات الأمنية في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان.

في كلمة بالمناسبة، أبرز الكاتب العام لقطاع الشباب، مصطفى مسعودي، أنه نظرا لما يعرفه العالم العربي من تحولات كبيرة، مست فئة الشباب خصوصا، فإن هذه الدورة التكوينية تعتبر فرصة سانحة لتبادل الأفكار والخبرات وتعزيز الحوار والتعاون بين شباب الدول العربية، وتعميق الفهم المشترك في مختلف المجالات الحيوية، إضافة إلى تحسين مهارات المشاركين لمواجهة التحديات ذات الصلة.

وتابع أن مناقشة موضوع حقوق الإنسان والديموقراطية “لم يعد مرتبطا بحدود دولة معينة، نظرا لصعوبة تحقيق هذه المبادئ بمعزل عن باقي الدول الشقيقة، من حيث أصبح التعاون الدولي ضرورة ملحة لتعزيز المبادئ الكونية تماشيا مع ما تقتضيه المعايير والمواثيق الدولية”.

في هذا السياق، شدد المتحدث على أن المملكة المغربية قامت بخطوات مهمة في مجال تعزيز حقوق الانسان والديموقراطية تماشيا مع التعليمات الملكية السامية، موضحا أن قطاع الشباب اتخذ بدوره سلسلة من المبادرات والبرامج الرامية لتقوية آليات دعم الشباب المغربي واستقلاليته.

وذكر السيد مسعودي بإصدار سلسلة من المقتضيات التنظيمية التي وفرت الإطار التشريعي الرامي لتعزيز مشاركة الساكنة المحلية، ولاسيما الشباب، في تدبير الشأن العام، ومن بينها إنشاء الهيئات الاستشارية الخاصة بالشباب بالجماعات المحلية، ووضع آليات لإدماج الشباب في الحياة العامة بتعاون مع جمعيات المجتمع المدني ودور الشباب.

من جهتها، اعتبرت نورهان صالح، ممثلة جامعة الدول العربية، أن هذه الدورة التكوينية تأتي تنفيذا لأنشطة جامعة الدول العربية بالمغرب برسم سنة 2023، كما صادق على ذلك مجلس وزراء الشباب والرياضة العرب، المنعقد بجدة بالمملكة العربية السعودية بتاريخ 19 مارس 2023، موضحة أن الأمانة الفنية تستهل الأنشطة المعتمدة من قبل المجلس بهذه الدورة التكوينية في مجال حقوق الإنسان والديموقراطية والتي تحظى باهتمام جلي من الشباب العرب.

وبعد أن أشارت إلى الإرث الحضاري واللغة المشتركتين بين البلدان العربية، أبرزت أن الشباب دون سن الثلاثين يمثلون حوالي ثلثي سكان المنطقة، وهو ما يفسر حرص جامعة الدول العربية على الاستفادة من هذه المقومات عبر تكريس جهودها، من خلال مجلس وزراء الشباب والرياضة، لتعزيز قدرات الشباب العربي وإتاحة المجال لهم للتقارب والتفاعل وتبادل الخبرات وتمكينهم من المشاركة الإيجابية في مجتمعاتهم، مضيفة أن المجلس عمل على تنويع الأنشطة الشبابية من الندوات واللقاءات والدورات التدريبية وتنويع مواضيعها بما يتناسب مع اهتمامات وتخصصات الشباب العربي.

من جانبه، ذكر مدير التعاون والتواصل والدراسات القانونية بقطاع الشباب ومنسق الدورة التكوينية، محمد أوزيان، في تصريح لوكالة المغرب العربي ولقناتها الإخبارية M24، أن استضافة المملكة المغربية لهذا اللقاء التكويني يأتي تنفيذا للقرارات التي صادق عليها مجلس وزراء الشباب والرياضة العربي في دورته السادسة والأربعين المنعقدة بمدينة جدة، مبرزا أن الدورة افتتاح لرزنامة الأنشطة الشبابية العربية التي ستعرفها مجموعة من الدول العربية.

وقال إن “سياق حقوق الإنسان والديموقراطية هو سياق متجدد برهانات وروافد فكرية متعددة، غير أنه يبقى النفس الشبابي لمعالجة هذا الموضوع أمرا ملحا، من هذا المنطلق كان التفكير في استضافة هذه الدورة التكوينية لضمان التقائية الأفكار الشبابية من مختلف الدول العربية المشاركة، لخوض نقاش حقوقي هادئ ورزين في إطار مبادئ دولة الحق والقانون”، مبرزا أنه تمت الاستعانة في تأطير الدورة بخبراء سيعملون على وضع سياق التجربة المغربية الرائدة في محيطها العربي والدولي.

ويضم برنامج الدورة التكوينية سلسلة من الجلسات العامة والندوات التي ستتطرق إلى “تجربة مؤسسة وسيط المملكة”، و”حقوق الإنسان ورهانات الشباب العربي”، و”دور جامعة الدول العربية في إشاعة حقوق الإنسان”، و”دور القضاء في حماية حقوق الإنسان”، و”الأمن وحقوق الإنسان : نحو رؤية جديدة للشباب العربي”، و”دور المؤسسات الأمنية في ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان”، إلى جانب زيارة لبعض المؤسسات الشبابية بمدينة طنجة.

تجدر الإشارة إلى أن اللقاء التكويني ينظم بمساهمة من المجلس الأعلى للسلطة القضائية، والمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والمندوبية الوزارية المكلفة بحقوق الإنسان، والمديرية العامة للأمن الوطني (المعهد الملكي للشرطة)، وكلية العلوم القانونية والسياسية بالقنيطرة.